للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

نصرتَ دينَ الحقِّ يا بن النَّجيبْ ... بفتحِ باريك القريبِ المجيبْ

فقلت لما تمَّ جمعُ الهني: ... "نصرٌ مِنَ اللَّه وفتحٌ قريبْ"

[[شمس الدين الزركشي]]

ومنهم: المفنَّن شمس الدين محمد ابن سعد الدين محمد ابن نجم الدين محمد البغدادي، نزيل القاهرة، الزَّركشي، والد عبد الصمد الذي سمعنا منه كما سيأتي في الألغاز.

ومدحه أيضًا بما لم أقف عليه الآن.

ولازمه نحوًا مِنْ عشرين سنة، وهو السَّائل لشيخنا في شرح "النخبة"، كما سيأتي. وأرسله شيخُنا سفيرًا إلى ينبع ففرط في المال، ورجع بخفَّي حُنين، واعتذر بأنه تزوَّج وأنفق وأهدى وتصدّق، وجعل ذلك في صحيفة شيخنا. قال: فنشأ له منِّي ما أستغفر اللَّه منه لي وله.

وقد عاتب هو شيخَنا بقصيدة بائيَّة (١)، فأجابه بنقيضها مما هو في "ديوانه".

فائدة (٢): أصلُ هذا المثل -أعني قولهم: "رجع بخُفَّي حنين" أنَّ حُنينًا كان رجلًا ادَّعى إلى أسد بن هاشم بن عبد مناف، فأتى عبدَ المطَّلب وعليه خفان أحمران، فقال: أنا ابنُ أسدٍ. فقال: لا وثياب هاشم، ما أعرفُ شمائلَ هاشمٍ فيك، فارجع. فقالوا: رجع حُنينٌ بخفَّيه فصار مثلًا.

وقيل: بل حُنين اسم إسكاف مِنْ أهلِ الحيرة، ساومه أعرابيٌّ بخُفّيه، فلم يشتره، وغاظه ذلك وعلَّق أحدَ الخُفَّين في طريقه، وتقدَّم فطرحَ الأخرى وكَمِنْ له. وجاء الأعرابيُّ، فرأى أحد الخُفَّين، فقال: ما أشبه هذا بخُفِّ


(١) في (أ، ح): "ثانية"، وفي (ط): "تائية"، وكلاهما تحريف. والقصيدة بائية الروي، وهي في ديوانه ص ٢١٩ - ٢٢٣، وانظر المجمع المؤسس ٣/ ٢١٩ - ٢٢١، والضوء اللامع ٩/ ٢٠٨ - ٢٠٩.
(٢) هذه الفائدة لم ترد في (ب) وهي بخط المؤلف في (ح).