والشهاب هذا ممَّن شهد فيه البلقيني أنه أحفظُ أهل دمشق للحديث. ولمَّا اجتمع به صاحبُ الترجمة هناك أكرمه، وأعاره كتبه وأجزاءه التي كان يضنُّ بها عن غيره. ثم قدِمَ القاهرة بعد الكائنة، فأعطاه صاحبُ التَّرجمة جملةً من الأجزاء مكافأة له، رحمهما اللَّه وإيانا.
[[ابن حجي الحسباني]]
ومنهم: العلامة محدِّث الشام الشهاب ابن حِجّي الحُسباني -رحمه اللَّه- فقرأت بخطه ما صورته:
الجزء الخامس من "تغليق التعليق" تأليف الإمام الحافظ المفيد البارع المتقن (١) في الفوائد والفضائل، جمال المحدثين، أوحد المؤلفين، شهاب الدين أبي الفضل أحمد بن علي بن محمد، المعروف بابن حجر العسقلاني الأصل، المصري، الشافعي، أدام اللَّه النفع به، آمين. انتهى.
والشهاب هذا هو الذي رأى والده في النوم بعد وفاته، فسأله عَنْ أشياء من جملتها؛ أيهما أفضلُ: الاشتغال بالفقه أو الحديث؟ فقال: الحديثُ بكثير.
[[ابن درباس]]
ومنهم: المحدث الفاضل أبو إسحاق بن درباس. فقرأت بخطه:
حدثنا شيخنا الشيخ الإمام العلامة، شيخ الشيوخ، حافظ عصره ووحيد دهره. ومرة أخرى في طبقة سماعًا على ابن الكويك، مؤرخة بمحرم سنة ثلاث عشرة، بقراءة شيخنا الشيخ الإمام العالم العلامة، أقضى القضاة، شيخ الإسلام، أبي الفضل أبقاه اللَّه تعالى للمسلمين.
(١) في الأصول: "المفنن"، وما أثبتاه من خط المصنف على نسخته من "تغليق التعليق". انظر ١/ ٢٢٦ - ٢٢٧ من الكتاب.