للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وصلَّوا عليه صلاة الغائب بغالب البلاد، وحصل الضَّجيج والبكاءُ والانتحابُ أسفًا على فقده، فمن الأماكن التي صُلِّي عليه بها كما علمتُه: مكة المشرفة، على ما كتبَ به إليَّ صاحبُنا ابنُ فهد الهاشمي محدِّثُها.

وبيتُ المقدس، كما أخبرني به الشَّيخ شمس الدين ابن (١) الشَّيخ يوسف الصَّفِّي، وكان هُناك. قال: وتوجَّهْتُ إلى بلد الخليل عليه الصلاة والسلام، فصلوا عليه به في الجمعة القابلة، وكانت ساعة عظيمة في الموضعين.

وحلب، على ما أخبرني به غيرُ واحد، وما أشكُّ أنَّه فُعِلَ كذلك بدمشق، بل ويغيرها مِنَ البلاد النائية، تقبَّل اللَّه منهم.

وأشيع بعد وفاته إشاعة امتلأت الأقطار والنَّواحي مِنْ ذكرها، أنَّه تُمثِّل بما أودعه الشَّيخ شهاب الدين الحجازي كما سيأتي في مرئيته مما نُسِبَ للعلَّامة الزمخشري، وصار غالبُ النَّاس حتَّى العوام والنِّسَاء والصِّبيان يُنشدها، وينتحب، ولم يصحَّ ذلك عندي، فاللَّه أعلم.

[[المنامات التي رؤيت له]]

وأما المنامات التي رؤيت له في حياته وبعد موته، فشيءٌ كثير، لا أستطيع الإحاطة به، فمن ذلك: ما قرأته بخط برهان الدِّين البقاعي بظاهر مجلَّد مِنْ "تذكرة" صاحبُ التَّرجمة، فقال، ومنه نقلت حرفًا بحرف: لمَّا كانت سنة أربعين وثماني مائة وقع بعضُ مَنْ يدَّعي العلمَ مِنَ الأروام في واقعٍ بَشِعٍ في مجلس الحديث عندَ السُّلطان الملك الأشرف بقلعة الجبل بالقاهرة في رمضان، فادَّعى عليه عندَ شيخنا قاضي القضاة شيخ الإسلام، حافظ العصر، إمام أهل الدهر، المتفرِّد منذ أزمان بالذَّبِّ عن دين الإسلام، والمناضَلةِ عن سُنَّةِ سيد الأنام، عليه أفضل الصلاة والسلام، أبي الفضل شهاب الدين أحمد بن


(١) "بن" ساقطة مِنْ (أ)، وهو محمد بن يوسف بن أحمد. مترجم في الضوء اللامع ١٠/ ٨٩ - ٩٠.