للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[أبو البركات الغزِّي]

ومنهم: الرضي أبو البركات محمد ابن الشيخ شهاب الدين أحمد الغَزِّي الدِّمشقي الشافعي، فإنه ترجمه في كتابه المسمى "بهجة الناظرين إلى تراجم المتأخرين من الشافعية المعتبرين"، وقال:

شيخنا الإمام العلامة، الحافظ الأستاذ، قاضي القضاة، شهاب الدين، بقية الأعلام، شيخ المحدثين بالديار المصرية ومؤرخها، وصاحب المصنفات التي سارت بها الركبان.

إلى أن قال: وتميَّز في الفن وشيخُه موجود، واشتهر صيتُه، وجلس إلى جانب شيخه في حال إملائه. قال: لكن غلب عليه فنُّ الحديث، فانتهت إليه معرفةُ هذا الشأن، وصار إمام زمانه فيه بعد وفاة شيخه، وتصدَّى لنفع النَّاسِ، ودرَّسَ وأفتى، ووَلِيَ المناصبَ الكبارَ والتداريسَ بعدَّةِ أماكن في القاهرة، وتصدَّى للتَّصنيف، فصنَّفَ الكثير، لم يصنِّفْ أحدٌ في زمانه مثله ولا قريبًا منه.

ثم قال عن "فتح الباري": لم يُصنَّف مثله ولا على منواله، وهو يشهدُ له بالمرتبة العليا في الفنون، وهو إمام الأُدباء في زمنه.

قال: وبالجملة، فهو إمامُ زمانه، وحافظ وقته وأوانه، وعنده مِنَ الذكاء والفطنة، وصفاء القريحة، ما تحيرُ فيه الأبصارُ وكان شَكِلًا حسنًا، مهابًا، ضَوِيَّ الوجه، حليمًا، نظيف اللسان، نَكِتًا، طيِّب الرَّائحة. أبقاه اللَّه تعالى للمسلمين عمومًا، ولمحبِّيه وطلبته خصوصًا.

[ابن كُحيل]

ومنهم: أبو العباس أحمد بن محمد بن عبد اللَّه بن كُحيل التونسي، قاضي الركب الحجازي المغربي.

لقيته بالقاهرة، فأملى عليَّ ما نصه: وممن تشرَّفتُ بلقائه، وسُررت بحسن ملاقاته وولائه، شيخ الإسلام، وجمال الليالي والأيام، والنجم