أبي، فرأ الفقه وفضل، وعرض "المنهاج"، ثم أدركته الوفاة، فحزن الوالد عليه جدًّا، فيقال: إنه حضر إلى الشيخ يحيى الصنَّافيري، فبشَّره بأن اللَّه تعالى سيخلف عليه غيره ويعمره، أو نحو ذلك. فولِدْتُ أنا بعد ذلك بيسير، وفتح اللَّه تعالى بما فتح. وكانت مكاشفاته قد كثرت حتى صارت في حد التواتر، فإنني لم ألق أحدًا مِنَ المصريين أدركه إلا ويحكي عنه في هذا الباب ما لا يحكيه الآخر، حتى إن والدي نظم فيما شاهده منه فيما يختص بالوالد، أرجوزة ذكر له فيها جملة من الكرامات. انتهى.
ويقال: إن لفظ الصنافيري لوالد صاحب الترجمة: يخرج من ظهرك عالم بملأ الأرض علمًا. ثم قال: لا يكون الولي للَّه وليًّا، حتى يرى ما في اللوح المحفوظ (١)، ويولي ويعزل، وتكون الدنيا في يده كالصَّحفة. ومات الشيخ قبل مولد شيخنا صاحب الترجمة بسنة.
[[شهرته]]
وأما شهرته: فهو ابن حجر -بفتح الحاء المهملة والجيم بعدها راء- وتلتبس بجماعة بضم الحاء المهملة وإسكان الجيم، منهم وائل بن حُجْر الصحابي، رضي اللَّه عنه، وعلي بن حُجْر المحدث المشهور. وقد حرَّف الصحابيَّ بعضُ متأخري الفقهاء، وحرَّف الآخر بعضُ العصريين، فحكى لي صاحب الترجمة أن بعض الكتبيين أحضر إليه أجزاء عليّ بن حجر المسموعة لنا، وقال ما نصه: قد ظفرت بشيء من تصانيف أبيكم، وهو معذور، وعدَّت من اللطائف!
واختُلِف هل هو اسم أو لقب؟ فقيل: هو لقب لأحمد الأعلى في نسبه، وقيل: بل هو اسم لوالده أحمد المشار إليه. وقد أشار إلى ذلك صاحب الترجمة في جواب استدعاء منظوم بقوله:
(١) ما في اللوح المحفوظ لا يطلع عليه إلا اللَّه سبحانه، والمتصرف في الكون تصرفًا مطلقًا هو اللَّه وحده سبحانه وتعالى.