فأنشدهما التاج السبكي في "التوشيح" للزين أبي المظفر ابن الوردي، وثانيهما بلفظ:"متلف شيء برضا مالكه"، فلعلَّ التاج سمعهما من البهاء، فظنهما له. ولعلَّ البهاء سمعهما مِنْ ناظمهما. وقد أنشدنا أبو اليُسر ابن الصَّائغ إجازةً، عن ابن الوردي إجازة، فذكرهما.
ومنه عند قول أبي حيان في "نغْبة الظَّمآن":
ومالك والإتعاب نفسًا شريفةً ... وتكليفها في الدَّهر ما هو يصعُبُ
أرِحْها فعَنْ قُرْبٍ تلاقي حِمَامَها ... فتنعم في دار الجَزَا أو تعذَّبُ
ما نصه:
ما زلت أستشكلُ هذا الكلام الذي في هذه المنظومة التي أولها: ومالك والإتعاب إلى آخره، لأنه يدخُل في عموم ذلك إتعاب النَّفس بالعبادة. وظاهره يرمز إلى الرُّكون إلى الراحة، وتركِ العمل مطلقًا، اعتمادًا على ما قُدِّرَ، وهو يُفضي إلى القول بالجبر، إلى أن وقفتُ على بيتين للشيخ جلال الدين الدِّشناوي -يعني أحمد بن عبد الرحمن بن محمد، عالم الصَّعيد في عصره- قيّد فيهما ترك التَّعب في طلب الرزق، وهو أسهلُ مِنْ إطلاق الشَّيخ.
ومنه عند قولِ الحَيْص بَيْص:
تَشَرْبشْ أو تَقَمَّصْ أو تقبَّا ... فلن تزداد عندي قطُّ حبّا