وقرأت بخطه: علماء الحديث: ابن الصَّلاح، والنووي، وابن دقيق العيد، والعراقي وولده، ومعه ابن حَجَر.
[[ابن الغرابيلي]]
ومنهم: الحافظ العلامة تاج الدين ابن الغرابيلي -رحمه اللَّه- فبلغني عنه أنه قال عند إشاعة أن الأشرف همَّ بالسفر إلى آمد ويستصحب معه القُضاة، ومنهم صاحب الترجمة على العادة، أقسم باللَّه أنَّه ما دخل دمشق بعدَ ابنِ عساكر أحفظَ منه، وكان يرجِّحُه على المزِّيِّ والبرزاليِّ والذَّهبيِّ، ويقول: إنَّه اجتمع فيه ما تفرَّق فيهم، من حسن التأليف، وحفظ المتون والأسانيد، وزاد عليهم قوَّة الاستنباط، والجمع بين مختلف الأدلة، قال: وعندي أنه ما ولي قضاء الشافعية بعد ابن دقيق العيد أعلم منه، وابن دقيق العيد كان أدقَّ نظرًا.
[[ابن حجة الحموي]]
ومنهم: الشيخ تقي الدين أبو بكر بن حِجَّة الشاعر المشهور، فقرأت بخطه على استدعاء الحافظ صاحبنا النَّجم ابن فهد ما نصه:
ومما أنشأته في غيرها، يعني غير الديار المصرية، "البديعية" التي عارضت بها الحِلِّيَّ والموصليَّ، وسميتها "تقديم أبي بكر"، وشرَّفها إمامٌ من أئمة الأدب، وشيخُ مشايخ الإسلام، مولانا قاضي القضاة شهاب الدين ابن حَجَر العسقلاني الشافعي، زاد اللَّه شأنه تعظيمًا، بقوله من تقريظه الذي كتبه عليها: أشهد أنَّ أبا بكر مُقدَّم على أنظاره، ولا أعدل في هذه الشهادة مِنْ أحمد، وأجزم برِفْعَةِ قدره على مَنِ انتصب لهذا الفن. ولا أبلغَ مِنْ حاكم يشهد.
قلت: وسيأتي التَّقليدُ الذي عمله لصاحب الترجمة حين ولايته القضاء في المدائح المعقود لها الفصل الأخير مِنْ هذا الباب إن شاء اللَّه تعالى (١).