للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

إنَّا بَنُو حسنٍ والناسُ تعرفنا ... وقتَ النِّزالِ وأُسدُ الحرب في حنق

كم جُبْتُ قفرًا ولم يسلك به بشرٌ ... غيري ولا أنيسيَ إلا السيفُ في عُنقي

[بل حدثت أنا أعلاه] (١).

وكذا سمع صاحب الترجمة بالقرافة على الشهاب أحمد بن محمد بن الناصح، وبجزيرة الفيل على شيخه حافظ الوقت العراقي، وبإنبابه على ولده العلامة الولي العراقي.

[[رحلته إلى الشام]]

ثمّ لمَّا أشرف على الاستيفاء، وحصول الاستيعاب لما أمكن بالدِّيار المصرية، وقع الرحيلُ إلى البلاد الشامية للأخذ عمَّن بها وكان ظهوره من القاهرة في عصر يوم الاثنين ثالث عشري شعبان سنة اثنتين وثمانمائة، وصُحبته قريبةُ الزين شعبان أيضًا، والتقيُّ الفاسيُّ الحافظ. فسمع بسرياقوس وقطية، وغزة، ونابلس والرملة، وبيت المقدس، والخليل، ودمشق، والصالحية، وغيرها مِنَ البلاد والقرى، كالنَّيرب والزُّعيفرينة ما لا يوصف، ولا يدخل تحت الحصر كثرة، على أُمم كثيرة.

وكان ممّن لقيه بسرياقوس: قاضيها العالم الخَيِّر (٢) صدر الدين سليمان الإبشيطي الشافعي الماضي، فأخذ عنه "جزء البطاقة" ومنتقى من "جزءِ الأنصاري" في يوم الثلاثاء رابع عشري شعبان، وسمع في غير هذه الخطرة بالمرج على أبي الطَّيِّب محمد بن أبي (٣) الزين القيرواني المغربي المالكي حديثًا.

وممن أخذ عنه وهو ذاهب في رحلته إلى دمشق بقطية صاحبه ورفيقُه


(١) هذه العبارة: لم ترد في (ب).
(٢) في (أ): "الخبير".
(٣) "أبي" ساقطة من (أ).