على العماد ابن كثير، وعلى غيره مِنْ شيُوخ الحافظ العراقي، فلم أر فيهم أحفظَ مِنَ ابن حَجر.
قال: مع كون ابن الجزري كان منحرفًا عنه، ولكن الحقُّ أحقُّ أن يتَّبَع.
قلت: وكانت كُتُبه ترِدُ على صاحب الترجمة، وآخرها مؤرَّخٌ بالمحرم سنة اثنتين وثلاثين وثمانمائة، وفي أوله عدة أبيات نونية مدحه بها، ما وقفت عليها بعدُ. نَعَم رأيت فيما كتبه إليه:
إذا أردت الحافظَ البحرَ فقُمْ ... واقصِدْ شهابَ دينِنا ثم الْزَم
ولو ترومُ كِيميَا سعادة ... فإنَّه ابن الحجر المكرَّم
[[الشهاب الكلوتاتي]]
ومنهم: المحدث المكثر الشهاب أبو العباس الكلوتاتي رحمه اللَّه.
فرأيت بخطه نسخة مِنَ "المقدمة" تصنيف صاحب الترجمة، قال في أولها: جَمْعُ سيدنا ومولانا وشيخنا العلامة، مفتي المسلمين، شيخ الشيوخ، الحافظ، العبد الفقير إلى اللَّه تعالى، شهاب الدين أحمد العسقلاني المصري الشافعي، الشهير بابن حَجَر، أعزَّه اللَّه تعالى، ورَحِمَ سلفه. ونفع به وبمصنفاته المسلمين آمين. أروي بعضه قراءة عليه، وباقيه إجازة.
وكتبه أحمد بن عثمان بن محمد بن عبد اللَّه الحنفي. ومن خطه نقلت.
وكانت قراءته في سنة عشرين وثمانمائة.
وكذا ذكره فيمن أخذ عنه علمَ الحديث، ووصفه بشيخنا الإمام العالم، الحافظ الحجة، المتقن، عمدة أصحاب فنون الحديث.
وفي موضع آخر: بالعلامة الحافظ، شيخ المحدثين، أقضى القضاة.
وفي آخر: بسيدنا وشيخنا، الإمام العالم العلامة، وحيد دهره، وفريد عصره، الحافظ الحجَّة. مفتي المسلمين، أقضى القضاة.