القدير، محمد بن محمد بن محمد الجزري، غفر اللَّه له ذُنوبَه، وستر عيوبه، لخزانة سيدنا ومولانا الشيخ الإمام العلامة شيخ الأنام، وحافظ الإسلام، شهاب الدنيا والدين أبي الفضل أحمد بن علي بن محمد بن محمد بن حجر العسقلاني، أدام اللَّه تعالى نفع المسلمين بعلومه الشريفة، وأبقى على المؤمنين فوائد مؤلَّفاته الظَّريفة، وأجزتُه -وله المنة- روايته عنِّي ومالي روايته. وكذلك لأولاده أبقاهم اللَّه تعالى في ظلاله ولسائر أقاربه من أهله وآله.
وكتب في يوم الأحد الثاني من ذي الحجة الحرام سنة ثلاث وعشرين وثمانمائة تُجاه البيت الحرام بين زمزم والمقام. لا جعل اللَّه ذلك آخر العهد منه.
وكتب بخطه أيضًا على نسخة من "أطراف مسند الإمام أحمد" لصاحب الترجمة ما نصُّه:
استفاد منه، وكتب داعيًا لمؤلفه -متع اللَّه الإسلام والمسلمين ببقائه- محمد بن محمد بن محمد بن الجَزَري، عفا اللَّه عنهم.
وكتب على استدعاء لولد صاحب الترجمة ومن معه بما نصُّه:
إني أجزتُ لهم رواية كُلِّ ما ... أرْوِيه مِنْ سُنن الحديث ومُسْنَدِ
وكذا الصّحاح الخَمْس ثم معاجم ... والمشيخات وكلّ جُزْء مفرد
وجميع نظم لي ونثرٍ والذي ... ألَّفت كالنَّشر الزَّكي ومُنْجِدِي