فقرأت بخط صاحب الترجمة على كتابه الذي سماه "القول المسدَّد في الذَّب عن مسند أحمد" ما صورته:
ذكر لنا بعض أصحابنا أن الشيخ شمس الدين ابن الجزري لمَّا رجع إلى شيراز في سنة اثنتين وثلاثين، وكان قد حصَّل نسخةً مِنْ هذا الكتاب، فكتب جزءًا على سبيل التذييل عليه، وقال في خطبته:
فإني وقفت على "القول المسدد"، والدر المنضَّد، الصادر عن الحافظ أحمد، في الذَّب عن "مسند الإمام أحمد"، فإذا أنوار [فوائده مِنْ علياء حضرة الشِّهاب تتَلالَى، وأبكارُ](١) فوائده مِنْ لَدُن هذا الحبر البحر تتَغالى وتتعالى. قال: ولسان الحال يقولُ في الحال: (هكذا هكذا وإلا فَلَا لا) أبقاه اللَّه تعالى، وزاد فضائله وفواضله جمالًا وجلالًا.
ولقد أتى فيه بما لا مزيد عليه اطلاعًا وتحقيقًا، واستحضارًا وتدقيقًا، أمتع اللَّه المسلمين بوجوده، آمين.
وكتب -فيما قرأته بخطه- على المجلد الأول من تصنيفه "النشر في القراءات العشر" ما نصه: هديةٌ مِنَ العبد الفقير إلى رحمة اللَّه تعالى، محمد بن محمد بن محمد بن الجَزَري مؤلفُه، عفا اللَّه تعالى عنه، لخزانة مولانا الشيخ الإمام العلامة حافظ عمره، وشيخ مصره، شهاب الدين أبي الفضل أحمد ابن الشيخ الإمام المرحوم نور الدين أبي الحسن علي بن محمد بن محمد العسقلاني، المعروف ببن حَجَر، أجَلَّه اللَّه تعالى، وأدام نفع المسلمين بمؤلفاته المفيدة، وفضائله العديدة، وأيَّامِه السعيدة، ولقد أجَزْتُه -وله الفضل ولأولاده، أبقاهم اللَّه وحفظهم بحياته- روايته عنِّي، ورواية جميع ما يجوز لي روايته.
وكتب في يوم الأحد الثاني من في الحجة الحرام سنة ثلاث وعشرين وثمانمائة، تُجاه الكعبة بين زمزم والمقام.
وعلى المجلد الثاني منه ما نصه: هدية مِنَ العبد الفقير إلى رحمة ربه