للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

دانيال في القُضاة" قوله الذي حذفه صاحبُ الترجمة مِنْ "قضاة مصر" -كما أسلفناه- عمدًا:

عينُ الوجود ثُمَّ رأسُ الحُنَفا ... ومَن به منصبه تشرَّفَا

كم قلَّد الأعناقَ مِمَّا مِنَّه ... واكتسب القلب الضعيف مُنَّه

وواصل الإجداء في الإجدابِ ... واستعمل الإغضاء في الإغضابِ

دام عُلاه في سما السُّعود ... ما أمطرت بوارِقُ الرُّعودِ

[[ابن أبي السعود]]

ومنهم: الإمام شهاب الدين أبو العباس أحمد بن أبي السُّعود المنوفي. وله فيه عدة مدائح، منها ما قرأته بخطه يذكره بقصيد سبق امتداحه به، فقال:

أحَبْرُ علمُه بَحْرٌ خِضمٌّ ... يفوهُ بأنفس الدُّرِّ المصُونِ

ومن هو (١) بالثَّنا روضٌ أريجٌ ... زها مِنْ غيث كَفَّيه الهَتُونِ

ومَنْ أضحى حديثُ عطاه يُروى ... بعينٍ مِنْ محابره ونُونِ

وإنّ هزَّ اليراعَ حَسِبْتَ سُمرًا ... ولم أر في الحواسد (٢) مِنْ طعينِ

شمائلك اللَّطيفة علَّمتني ... فمهما رُمتُ مدحك فهي عونِي

تعرَّف بالثناء غريب مدحي ... فسار مع النسيم لكل كونِ

أيا ملكًا لدى الطلاب تُجنَى ... له الثمراتُ مِنْ علم ودينِ

قَصيدتي التي خدمت وجاءت ... وحاشا أن تقابلَها بهونِ

توارتْ منكمُ خَجلًا فأضحت ... مِنَ الإعراض تُرْمَى بالظُّنونِ

أذاعوا أنها تُرِكت فضاعت ... فقلت: الزَّهرُ في وَرَقِ الغصونِ


(١) في (أ): "به".
(٢) في (أ): "الخوامس".