وكيف تَراكَ يا طَلْقَ المحيَّا ... وترجِعُ وهي هامية الجُفونِ
وقد حاكت بأسطرها طُروزًا ... على حُلَل الفضائل والفنونِ
عجبتُ لها وقد وافت كريمًا ... فلم تُقْرَ وباتت في عُيونِ
عساك تُرَدِّدُ الألحاظَ فيها ... فإنّ الروض يزهى بالعيونِ
فعش أبدًا هنيَّ الوِرد حتى ... ترى الأعداء في حوض المَنُونِ
ومنها: ما أنشده الواعظ عبد القادر مِنْ نظم الشيخ المذكور بحضوره يوم ختم "شرح البخاري" بالتاج، فقال:
تمتَّعَتْ بدموع الصبِّ في حُجبِ ... فانظر لشمس الضُّحى في حلَّة السُّحب
حلَّت بقلبي المعنَّى وهي (١) جنته ... يا مَنْ يرى جنَّةَ الرِّضوان في لَهبِ
أشكو سُهادي ودمعي وهي لاهيةٌ ... فالثَّغرُ يضحك والأصداغ في لعبِ
يا مَنْ رَنَتْ وانثنت طوعَ الصِّبا هيَفًا ... تفديك رُوحُ قتيلِ القَضْب والقُضُبِ
اللَّه في مهجةٍ لولاك ما رَهِبَت ... سُودَ الجفون وحدَّ السَّيف لم تَهَبِ
فيا رعىَ اللَّه أعطافًا بنا فتكت ... وهُنَّ مِنْ نسمات الرَّوض في رهبِ
واللَّه يعفو عَنِ الألحاظ كم قتلت ... بسحرها مِنْ كليمِ القلب مكتئبِ
فمَنْ يبلِّغ ذَاتَ الحُسن أن دَمِي ... حِلٌّ لها ولقتلي فيه واطَرَبِي
يا ربِّ لا تَجْزِ عينيها بما فعلت ... في مُهجتي مِنْ فظيعِ الفتك والعَطَبِ
واحفظ على حُسنها خدًّا أضاع دمي ... وراح يُومي بكفٍّ منه مختضبِ
واجعل سُويداء قلبي في صحيفته ... يا ربِّ من حسنات القُرْب والقُرَبِ
وحالِلِ الجفنَ مِنْ روحٍ به قتلت ... فليس عند الهوى قتلي بمحتَسَبِ
وفي سبيل البُكَا ليلٌ أكابِدُه ... يا فَجرَ قلبي وفجْري غيرُ مُقْتربِ
لم أدْرِ أنَّ كؤوس الدمع تُسهرني ... حتى رأيت مُحيَّا النَّجمِ كالحَبَبِ
(١) في (أ، ح): "وهو".