للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

للمسلمين] (١) قول الشيخ أبي إسحاق الشيرازي.

سألتُ النَّاسَ عن خِلٍّ وفيٍّ ... فقالوا: ما إلى هذا سَبيلُ

تمسَّك إن ظفرت بُودٍّ حُرٍّ ... فإنَّ الحرَّ في الدُّنيا قليل (٢)

[[الفيروزآبادي]]

ومنهم العلامة أصمعيُّ زمانه، المجد الفيروزآبادي اللُّغوي. فقرأت بخطه على "تغليق التعليق" لصاحب الترجمة:

مخرِّج هذه الزهرات من الكمام، ومُعير عقود هذه الكلم نسَق النظام، ومظهر سلسال زلال الفضائل من أشرف حجَر، ومجرى الجواري (٣) المنشآت في بحر فضل فيه معتَبرٌ لمن عبر. قد ملك مِنَ الفضل نصابًا، واطلع في برقع في الحفظ شهابًا، وأظهر لأبلغ الثَّناء استئهالًا واستيجابًا، أتى مِنْ تسلسل أنفاسه بنفسيةٍ، صارت لديباجة المسندات طرازًا، ولطالبي كنز الحديث مِنَ الحجر المكرَّم مِنْ كلامه ركازًا. جلا بشهاب فضله عَنْ وجه الإسناد ليلَ كلِّ مشكل بهيم، واستجلب مِنْ غُرَرِ المسانيد أخبارَ كلِّ حديثٍ وقديم. أبدى بديعًا شهر في بالإجادة (٤) في الإفادة صيته. ومال إلى جانب جنابه أخدعُ الفضل وليته، فخُصَّ من الفُضلاء بتنويهٍ ذكر له به استحقاق، واستحسن اجتهاده في تخريج الأحاديث التي علت على السَّبع الطباق. سلك في ذلك مسلكًا يُنشر فكره على ممر الزمان ويؤرخ. وكافور القرطاس بغالية الأنفاس في معناه يُضمَّخ. فكان ما زواله من الاختراع، كان له على حبل الذراع، استمطر له من عَارِضٍ عارضته مدرارًا. وأحيا مِنْ دارس معالم الحديث ما أرانا بعد العشيَّة عرارًا، معرفًا أبناء جلدته أنَّ وحي


(١) ما بين حاصرتين لم يرد في (ط).
(٢) من قوله: "وكانت مراسلاته" إلى هنا، لم يرد في (ب) أضافه المصنف بخطه في هامش (ح).
(٣) في الأصول: "الجواهر"، والمثبت من خط المصنف على منسوخته من "تغليق التعليق".
(٤) في (ب، ط): "بالإجازة".