للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

المذكور الى الشمس الشطنوفي الماضي عند ذكر محنة صاحبُ التَّرجمة، وأعلمه بذلك وحذَّره مِنْ تغيُّر خاطر شيخ الإسلام عليه، وأنه ينبغي له تدارُكُ لملك قبل الوفاة بالتَّوجُّه إليه والاعتذار والاستغفار، وأنَّه فعل ذلك رحمه اللَّه ونفعنا ببركته.

ولو أردت استيعابَ المنامات المتعلِّقة بصاحب التَّرجمة -خصوصًا قُبيل وفاته- لطال، مع كونه كان يتوقَّفُ في صحَّةِ كثيرٍ منها. وقد رأيته ضَبَطَ بعصًا مما رآه هو مِنَ المنامات رحمة اللَّه عليه.

[[وصيته]]

وأما وصيته، فله عدَّةُ وصايا، اعتمدوا الأخيرة منها. وقد كتب لي سبطُه نسختها، ونصُّها:

يقول راجى رحمة ربه جلَّ وعز، كاتب هذه الأسطر، أحمد بن علي بن حجر: إنَّ هذه الوصية صدرت عنِّي امتثالًا لأمر خيرة اللَّه تعالى مِنْ خلقه، محمَّدٍ -صلى اللَّه عليه وسلم-، أنَّني أوصيتُ بثلث ما تحتَ يدي مِنْ مالِ اللَّه سبحانه لمن يُذكر فيه مِنْ معيَّن ومُبْهم، وأن يباشر تفرقة ذلك ممن بيديه أخي في اللَّه تعالى القاضي ناظر الجيوش المنصورة محبُّ الدِّين، رزقه اللَّه تعالى العفو والعافية في الدنيا والآخرة، كذلك مع ولدي محمد، فمن ذلك ما هو في ذمتي لامرأتي أُنْس خاتون ابنة القاضي ناظر الجيوش كريم الدين بن (١) عبد العزيز رحمة اللَّه تعالى عليه، بقية قيمة (٢) كساوي ثلاثمائة دينار ذهبًا أشرفيًا وظاهريًا، وما هو تحت يدي بقيَّةُ وصية ابن الدَّاراني تقدير خمسين دينارًا، تُدفع للمولى زين الدين عبد الغني القِمَني، يصرفها مصرفها، ومما (٣) هو في ذِمَّتي ممَّا يُصْرَفُ مصرفَ الزَّكاة المفروضة مائة دينار.

وأنَّ تحت يدي على سبيل الوديعة لبلقيس بنت المرحوم شمس


(١) في (أ): "أبو"، تحريف.
(٢) "قيمته" ساقطة مِنْ (ط).
(٣) في (ب، ط): "وما".