للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وبلغني عن بعض الأعيان المعتبرين ممَّن أخذتُ عنه أنَّه رأى عَقِبَ وفاته كُلًا مِنَ الإمام الأعظم محمد بن إدريس الشَّافعي والليث بن سعد الفهمي أعاد اللَّه علينا مِنْ بركاتهما، وهما في همَّةٍ، وأَنَّه سألهما أو أحدهما أو واحدًا ممَّن حضر عن سببِ ذلك، فأجيب بالاهتمام بضيافة ابن حجر رحمة اللَّه عليهم أجمعين.

وأخبرني العلَّامةُ الزَّين قاسم الحنفي أنَّه رآه بعد موته, وسأله عن حاله، فقال: بشَّرني بشَّرني بشَّرني، وكررها، ومدَّ يده. قال: فقلتُ له: طيِّب طيِّب، أو كما قال في منام طويل.

ورأيتُ أنا في ربيع الأول سنة ثلاث وسبعين قاضي القُضاة وليَّ الدِّين السُّنباطي المالكي وهو راكب بغلةً ولا وجع بعينيه، فنزل وسلَّم عليَّ، فقلت له: كيف حالُ شيخنا، وأشرت إلى صاحبُ التَّرجمة؟ فقال: بخير، واستيقظت وكنت أضمرتُ أشياء كثيرة أسأله عنها، فما تيسَّر.

وأخبرني الشَّيخ برهان الدين ابن سابق نزيل المنكوتمرية وإمامها أنَّه رأى وهو ببيت المقدس صاحبُ التَّرجمة في المنام وعليه حُلَّة بيضاءُ حرير، بطائنها مِنْ ذهبٍ يلمع، وعلى رأسه عمامة بيضاءُ، في هيئة لم يُرَ أبهجَ منه فيها، وأنه ناوله شيئًا، وأمره بالسَّلام على أهل بيته.

ولو أردت تتبُّع ذلك، لجاء في كراريس، لكن في لهذه الإشارة كفايةٌ، واللَّه تعالى يحشرُنا معه فى زُمرة المصطفى -صلى اللَّه عليه وسلم-، ويزيدُنا بمحبته والانتساب لجنابه في الدَّارين شرفًا، إنَّه قريب مجيب.

ومما يلتحق بذلك أنَّ أبا البركات محمد بن إبراهيم العسقلاني والد الزَّين أبي بكر الخانكي رأى قُبيل موت صاحبُ التَّرجمة بيسير في اليقظة الشيخ عمر [بن الشَّيخ علي] (١) الزَّيني. وكان مِنْ صُلحاء تلك النَّاحية. وهو في بئر ممتلئة طينًا وقد تضمَّخ منه، فسأله: لأيِّ سبب [عملت ذلك؟ فقال: سببُه موتُ ابن حجر. قال: فلم يلبث أن مات بعد أن] (٢) توجه أبو البركات


(١) و (٢) ما بين حاصرتين ساقط مِنْ (ب).