للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

بموته وهي مرعوبة، وقالت: سمعتُ قائلًا يقولُ: الصَّلاةُ على شيخٍ مِنْ آل بيت النبوة.

ومنه ما بلغني عن الشَّيخ يحيى العجيسي المغربي نزيل النَّاصرية أنَّه سمع بعد موته في اليقظة هاتفًا يقول: بعد أحمد وسعد ما يضحك أو يفرح أحد.

وكذا حكى البدرُ حسن الطنتدائي الضَّرير أنَّ شخصًا أخبره في سنة موت صاحبُ التَّرجمة أنَه رأى في منامه كأن اثنين واقفين عند بابي زُوَيْلَة، وأحدهما يقول للآخر: أين تريد؟ فقال: أريد خَسْفَ هذه البلدة. فقال: ما دامَ هذا -وأشار إلى شيخ الإسلام- وكان جالسًا بإيوان هناك ومعه آخر. قال: وفي الظَّنِّ أنَّه أشار إلى الآخر أيضًا- لم يَضُرَّها شيءٌ. قال البدر: فحكيتُه لصاحب التَّرجمة فتبسَّم، ثم حكيتُه للظَّاهر جُقمُق، فقال: نفعنا اللَّه ببركته.

وتوارد الأخبار عن غير واحد ممَّن ناوأ صاحبَ التَّرجمة سرًّا أو جهرًا ممَّن مات في حياته أو بعده، أنهم في عدمِ راحة مِنْ أجله انتقامًا منْ ربّ العزَّة المنصِف المظلوم ممَّن ظلمه، أحببتُ الإضرابَ عن تفصيل ذلك.

ومنه ممَّا أخبرني به الشَّيخ عز الدين السُّنباطي، نفع اللَّه به، قال: رأيتُ كأني بين يدي صاحبُ التَّرجمة أنا والقاضي ولي الدين ابن تقي الدين البلقيني، وكان صاحبُ التَّرجمة دفعَ لوليِّ الدين المذكور مِنَ القصب الأبيض قلمًا بغير برايةٍ، وقال له: قُل لصاحبك -وسمَّى الشَّرف يحيى ابن العطار-: قد تقدَّم الخصمُ والمدَّعى عليه في الطَّلب، والحاكم لا يحتاج إلى بيِّنَةٍ. قال: فلم يلبث إلا دون شهرٍ ومات الشَّرفُ المذكور.

قلت: ونحو هذا قول القاضي بكار لأحمد بن طولون عن نفسه وقد ظلمه: شيخُ فانٍ وعليل مُدْنَفٌ، والملتقى قريبٌ، واللَّه القاضي. انتهى.

وكذا تواترت المناماتُ عنه نفسه، أنَّه في رفعَةٍ إلى الغاية، حتى إنَّ فقيه الشَّافعية الشرف المناوي حكى أنَّه رأى في المنام غيرَ واحدٍ ممَّن وليَ القضاء وليس فيهم أحسنَ رؤية منه، قال: وما هذا إلا ببركة السُّنَّة النَّبوية.