للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وهم كذلك، وأَنَّه قيل لهم: لا يفتحُه إلا ابن حجر. قال فما لبثنا أن جاء المشارُ إليه، ففتح لهم فدخلوا وزاروا.

وأخبر شخص أنَّه رأى كأنَّ النبيَّ -صلى اللَّه عليه وسلم- بالمدرسة المنكوتمرية وهو وصاحب التَّرجمة يتحدثان، وخلفهما الرأي وجامعُه، ويليهما جماعة كثيرون، وكأنهم في انتظار صلاة العصر (يوم الجمعة) (١)، فقام صاحبُ التَّرجمة إليهما، وأمر جامعَه بالصَّلاة للقوم إمامًا، ورجع إلى مكانه.

وحكى الفاضل الأمير تغري برمش الفقيه أنَّه رأى في ليلة النِّصف مِنْ ربيع الآخر سنة سبع وأربعين وثماني مائة كأنه في جامع كبير أو نحوه، وجماعة مُطَيْلَسُون أكثر مِنْ مائة هناك، وكأنهم حضروا لدرسِ أو إملاءٍ، وثَمَّ شيخٌ كبير متصدِّرٌ في القبلة وهو يُملي عليهم الحديث، وأنَّه جَلَسَ بينهم، وصار يُباحث الشَّيخ في الحديث ومتعلقاته، وأنَّ الجماعة جعلوا يُشيرون إليه بالسُّكوت، وأنَّه سأل ممَّن بجانبه عن هذا الشَّيخ المُملي، فقال: هو الشَّيخ الإمام أبو بكر الإسماعيلي الحافظ الفقيه صاحبُ "المستخرج"، وأَنَّه لمَّا علم ذلك، استحيى منه، فقال لهم الشَّيخ: دعوه يتكلَّم، فإنه تلميذ أو مِنْ تلاميذ ابن حجر.

وبلغني عن بعض الصَّالحين أنَّه رأى كأنَّه بالموقف، ورام دخُول الجنَّة، فقيل له: حتى يدخُلَ الشَّيخُ شهابُ الدِّين ابن حجر.

وأخبرنىِ البدرُ حُسين الأزهري أنَّه رآه في المنام وبين يديه جفْنَةٌ كبيرة ممتلئة لبنًا، والنَّاسُ يجيئون فيشربون منها وهي على حالها لا تنقُص شيئًا.

وبلغني عن الشَّمس الدَّميري -أحدِ الموقِّعين- أنَّه رأى ليلة وفاةِ صاحبُ التَّرجمة أنَّ البحر قد نشف، ولم يبق منه إلا مقدار مجراةٍ فيها ماء يسيرٌ، بحيث إنَّه توضأ منه، فصار يصعد معه الرمل لقلَّته. قال: فلمَّا أصبحتُ، سمعت بموت صاحبِ التَّرجمة.

وبلغني عن البرهان التَّرقِّي -أحد الموقعين بالدَّست- أنَّ زوجته استيقظت صبيحةَ اللَّيلة التي تُوفي فيها صاحبُ التَّرجمة، ولم تكن علمت


(١) ما بين قوسين ساقط مِنْ (ب).