للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[وقول غيره:

وشوَّقني ذكرُ الجليس إليكم ... فلمَّا التقينا كنتمُ فوق وَصْفِهِ

وكل هذا استطراد (١)].

ثم أورد أبو ذر مِنْ نظمه، إلى أن قال:

وقد نظر "شرح" والدي على "البخاري"، وكتب عليه أماكن غالبها وَصْلُ تعاليق، أو اعتراضٌ على الذي كتبه (٢) الكاتب، لا على ما في خط والدي، أو اعتراض على من نقل (٣) والدي عنه، وكذلك نظر "مصنَّفه" على "الميزان" وأورد إيرادات واردة على الحسيني، وأرَّخ وفاته.

قال: وأراد الشيخ علم الدين صالح بن البلقيني أن يتقدم للصلاة عليه، فأشار السلطانُ إلى أمير المؤمنين، فتقدم وصلَّى، وختم بما أشيع أنه قاله قبل وفاته بيوم من الأبيات.

[[برهان الدين البقاعي]]

ومنهم: برهان الدين البقاعي، وهو وإن كان حالُه لا يخفى في السَّخط والرِّضا لكنِّي أردت حكاية كلامه في الجملة.

فقرأت بخطه في جزءٍ له سمّاه "أسد البقاع النّاهسة لمعتدي المقادسة" ما صورته: ثمَّ رحلتُ مِنَ القدس الشريف يوم الأربعاء سادس صفر، سنة أربع وثلاثين، فدخلت القاهرة المحروسة يوم الثلاثاء تاسع عشريه، فسارعت للفوز بالتَّشريف برؤية مَنْ كانت الرِّحلة إليه، ولم يكن التَّعويل إلا عليه، شيخُ الإسلام، وطرازُ الأنام، علمُ الأئمة الأعلام، شهابُ المهتدين مِنْ أتباع كل إمام، حافظُ العصر. وأستاذُ الدهر، سلطانُ العلماء، وملكُ الفقهاء،


(١) ما بين حاصرتين لم يرد في (ب).
(٢) في (أ): "ذكره".
(٣) في (ب): "ما نقل".