للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[[التواضع في طلب العلم:]]

وبالغ حتَّى كتب عَنْ تلميذه البقاعي وفاة التقيِّ الحصنيِّ الفقيه (١) الشافعي، لكنه لأجل بيان غلطه، فإنَّه قال ما نصه: ذكر لي رفيقنا -يعني في السَّفر- برهان الدين إبراهيم بن حسن البقاعي أنَّ الشيخ تقيَّ الدين الحِصني الفقيه الشافعي الأشعري مات بدمشق سنة ثمان وعشرين، وكان عالمًا زاهدًا، كثيرَ النَّفع للطلبة، والحط على الحنابلة، خصوصًا مَنْ ينتحل مقالة الشيخ تقي الدين ابن تيمية. انتهى.

وتعقَّبه بقوله: ثم تحرَّر لي أنَّه مات سنة تسع وعشرين.

قلت: وتنبَّه المذكورُ -وهو منسوب لجده- لذلك، فإنني قرأتُ بخطه (٢) أنَّه مات في ليلة الأربعاء منتصف جمادى الآخرة سنة تسع، واللَّه الموفق.

وكتب أيضًا عن صاحبي محدِّث حلب الآن أبي ذر ابن شيخ الإسلام رحمه اللَّه فيمن اسمه إلياس، بعد أن قال ما نصه، وكان قد ولع بنظم المواليَّا:

لك طرف أحور حوى رِقِّي غنج نعَّاسْ ... وقَدّ قَدِّ القنا أهيف نضر ميَّاسْ

ريقتك ماء الحيَا يا عاطر الأنفاسْ ... عِذارك الخِضر يا زيني وأنت إلياسْ

وأعلى من هذا كلِّه: قولُه في ترجمة رتَن من كتابه "الإصابة": وجدتُ بخط عمر بن محمد الهاشمي، وذكر شيئًا. فإنَّ عمرَ هذا هو صاحبنا محدث مكة نجم الدين بن فهد، دام النفع به.

ونَقْلُه في كتابه "تعجيل المنفعة" (٣) عن بعض تلامذته، وهو حفيدُ (٤) الحسيني مصنف "التذكرة" أصل "تعجيل المنفعة"، حيث قال


(١) "الفقيه" ساقطة من (ح).
(٢) "بخطه" من (ح) بخط المؤلف.
(٣) ص ٥٦.
(٤) في (أ): "حينئذٍ"، تحريف.