للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وكان شيخنا هو والمالكي والحنبلي مع جمَّال واحدٍ، وأمدهما شيخنا كثيرًا، حتى [بلغني أن البساطي قال: لست مسافرًا مع السلطان، إنما أنا مسافر مع القاضي الشافعي] (١).

وكتب عن رفيقه قاضي المالكية العلامة البساطي ببلبيس في المذاكرة بحثًا [كتبته في ترجمة البساطي] (٢)، وعن نائبه قاضي المنصورة شمس الدين ابن كميل بالصَّالحية حكاية.

وسمع بظاهر بَيْسان مِنْ رفيقه شيخنا بالإجازة العلَّامة قاضي الحنابلة المحب أحمد بن نصر اللَّه البغدادي حديثًا مِنْ "سنن أبي داود"، وغير ذلك. وممَّا كتبه عنه: أنه سمع سودون النائب يقول: التُّركُ إن أحبُّوك أكلوك، وإن أبغضوك قتلوك.

وكتب أيضًا عن شيخنا قاضي الحنفية العلَّامة البدر محمود بن أحمد العنتابي أشياء مِنْ نظمه، بل وسمع عليه حديثًا كما سيأتي.

وعن القاضي عز الدين عبد العزيز (٣) بن علي (بن العز) الحنبلي بالخَرِبَة دون دمشق حكاية، وهي: أنَّه سمع القاضي شمس الدين ابن

الدَّيري يقول: سمعت الشيخ علاء الدين البسطامي ببيت المقدس يقول -وقد سأله- هل رأيت الشيخ تقيَّ الدين ابن تيمية؟ فقال: نعم، قلت: كيف كانت صفته؟ فقال: هل رأيت قبَّة الصخرة؟ فلت: نعم. قال: كان كقبة الصخرة مُلِىء كتبًا لها لسانٌ ينطق.

وحصَّل فوائدَ ونوادر علَّقها في "تذكرته" التي سماها "جلب حلب". وهي في نحو أربعة أجزاء حديثية، ما هي عندي.


(١) ما بين حاصرتين ساقط من (ب).
(٢) ما بين حاصرتين ساقط من (ب).
(٣) في (أ): "عز الدين بن عبد العزيز"، خطأ. وانظر ترجمته في "إنباء الغمر" ٩/ ١٩٤، والمقصد الأرشد ٢/ ١٧٣، والضوء اللامع ٤/ ٢٢٢.