فتعقَّبه بأن أبا غسَّان مالكًا، وإن كان مِنْ أصحاب الحسن بن صالح، لكن لم يُردِ السَّعديُّ نسبته إلى الحسن، وإنما قال: إنه خشَبِيٌّ، بمعجمتين، يريد: أنه رافضي قال: وشرحُ ذلك يطول، وهو معروف في غير هذا الموضع.
[[الأنساب لابن السمعاني]]
ومنه ما كتبه على "الأنساب" لابن السمعاني، حيث قال في ترجمة الجريري: بفتح الجيم، وكسر الرَّاء، نسبة إلى مذهب محمد بن جرير الطبري. قال: وكان منهم إبراهيم بن يعقوب الجُوزجاني، ثم نقل عن ابن حبان أنَّه قال فيه: إنه جريريُّ المذهب، ولم يكن داعية.
فتعقبه بقوله: لم ينسُبه ابن حبان لمذهب محمد بن جرير، وإنما نسبه لمذهب حَرِيز بن عثمان، وهو بالحاء المهملة، ثم راء، ثم زاي، ولو لم يكن في هذه إلا مخالفة التاريخ، فإنَّ إبراهيم المذكور في طبقة شيوخ محمد بن جرير، ومات بعد مولد محمد بن جرير بأربع وعشرين سنة، فكيف يكون على مذهبه وهو في عداد شيوخه.
[تعقُّبه أبا عليٍّ الصدفي]
ومنه وقد كتب الحافظ أبو علي الصَّدَفي شيخ القاضي عِياض بهامش نسخته التي بخطه من "صحيح البخاري"، قُبيل صدقة الفطر بأبواب عند قوله في (باب ما يستخرج من البحر): وقال اللَّيث: حدثني جعفر بن ربيعة، عن عبد الرحمن بن هُرمز، عن أبي هريرة، أن رجلًا مِنْ بني إسرائيل، فذكر حديث الخَشَبة والألف دينار: رواها عاصم بن علي عن اللَّيث. والبخاري قد حدَّث عن عاصم، فَلِمَ لَمْ يُسند هذا الحديث، فلعله لم يسمعه من عاصم، أو لعله لم يتواطأ في روايته عَنِ اللَّيث. وقد رواه أيضًا محمد بن رُمح بن المهاجر عن اللَّيث ما نصه:
كأنَّ الصَّدفي ما وقفَ على توصيل البخاري لهذا الحديث عَنِ اللَّيث،