للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وأما أصول الدين:

فتعلم كلامه فيه مِنْ كتاب الإيمان والتوحيد مِنْ "فتح الباري" له، وتقريره لمذهب السُّنة أحسنَ تقرير، والرد على مخالفيها، وفي أواخر الأجوبة (١) المنظومة مِنْ الفصل الخامس، وكذا في مسألة الظَّالم عدلُ اللَّه مِنَ الأجوبة القاهرية مِنْ الفصل السابع شيء منه.

وكذا يعلم مِنْ "فتح الباري" كلامه في اللُّغة والنَّحو وسائر ما تقدَّم، مع أنَّ في آخرِ مسألةٍ مِنَ الأجوبة القاهرية التعرُّض لشيء مِنَ العربية.

وقرأت بخطه: قال أبو حامد بن السبكي: حديث "مَنْ أكلَ البصل والثُّوم والكُرَّاثَ، فلا يقربنَّ مسجدنا"، فيه استعمال الواو بمعنى "أو"، وهو عزيزُ المثال، فقال شيخنا: وجدت له مثالًا، وهو الحديث الذي أخرجه أبو يعلى وابن السُّنِّي مِنْ طريق عبد الملك بن زُرارة، عَنْ أنس، رفعه: "ما أنعم اللَّه على عبد نِعْمَةً في أهلٍ ومالٍ وولدٍ، فقال: ما شاء اللَّه لا قوة إلا باللَّه. . . " الحديث. انتهى.

[ولما أُنْشدتْ بينَ يديه أبياتَ القُطْب بن عبد القوي المكيِّ التي امتدحه بها، وفيها: (تمنِّي عنان الأعوجي)، سأل مَنْ عنده عن الأعوجي: ما هو فسكتوا بأجمعهِم، بل صرَّحُوا بعدم معرفته، فقال: هو اسم فرس. انتهى.

وهو كذلك. قال في "الصحاح": وأعوج: اسم فرس كان لبني هلال، يُنسب إليه الأعوجيات بنات أعوج. قال أبو عبيدة: كان أعوج لكندة، فأخذته بنو سُليم في بعض أيامهم، فصار إلى بني هلال، وليس في العرب فحلٌ أشهرَ ولا أكثرَ نسلًا منه. وقال الأصمعي في كتاب "الفرس": أعوجُ كان لبني آكل المُرار، ثم صار لبني هلال بن عامر] (٢).

بل جلُّ العلوم المتعارفة يُؤخذ مِنْ "فتح الباري" كلامه فيها، وتعرف


(١) في (ط): "الأسئلة".
(٢) ما بين حاصرتين لم يرد في (ب)، وأضافه المصنف بخطه في هامش (ح).