الحسن رضي اللَّه عنها صنعت وليمةً دعت الإمام الشافعي إليها فحضرها، وأنَّها دخلت مصرَ قبل دُخول الشَّافعي إليها، وأنَّها في هذا القبر مِنْ حين وفاتها سنة ثمان ومائتين إلى هلمَّ جرا.
فأجاب ما نصه: حضُور الإمام الوليمة عندها لا أعرفه، بل ورد أنَّ الشافعي لما مات مروا بجنازته عليها، فصلَّت عليه، ولم يثبُت هذا أيضًا.
وأما كونها قُبِرَت إلى آخره، فهو المشهورُ، لكن ذكَرَ بعضُ أهلِ المعرفة أن خُصوصَ هذا القبر الذي يُزارُ ليس هو قبرها، لكنها دُفِنَتْ في تلك البقعة بالاتفاق، وما زال قبرُها مقصودًا بالزيارة والتبرك به، حتى اشتهر عَنْ نقل بعض العلماء أن المصريين كانوا يُسَمونَ الدعاء عندها الترياقَ المجرَّبَ! وقد غلا في ذلك بعضُ العوامِّ، بل كلهم، حتى إن بعضهم يقع في الكفر وهو لا يشعُرُ، واللَّه المستعان.
[[ترجمة السيدة نفيسة]]
وقد قرأت بخط صاحب الترجمة ترجمتها، ونص ذلك:
نفيسة ابنة الحسن بن زيد بن الحسن بن علي بن أبي طالب. كان لأبيها الحسن مِنْ الولد: القاسم ومحمد وعبد اللَّه ويحيى وأم كلثوم ونفيسة. أمُّهم زينب أم سلمة ابنة الحسن بن الحسن بن علي. وعلي وإبراهيم وزيد أمهم أم ولد، وإسماعيل وإسحاق أمها أمُّ ولدٍ أخرى.
وتزوجت نفيسةُ قريبها إسحاق بن جعفرٍ الصَّادق بن محمد بن علي بن الحُسين بن علي، فولدت منه القاسم وأم كلثوم، وقَدِمَ بها مصر، فنزلت بالممصوصة التي تُعرف الآن بالمصاصة، وبجانبها قومٌ مِنْ أهل الذمة لهم بنت مُقْعَدةٌ، فدخلوا إلى السيدة نفيسة، ثم ذهبوا لحاجة لهم وتركوا البنت عندها، فتوضأت نفيسةُ وصبَّت مِنْ فضل وضوئها على البنت، فقامت في الحال تسعى على قدمَيْها، ولم تكن مشت قطُّ، فلما جاء أهلها رأوُا ابنتَهم على تلك الحالة سألوها، فأخبرتهم ما صنعت الستُّ نفيسة، فأسلموا أجمعون على يدها، وشاع هذا الخبرُ بمصرَ، فقصدوها للتبرك والزيارة، واشتهر أمرُها.