للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[[المطارحات]]

وأما المطارحات، وقد أتيتُ بما وقفتُ عليه منها مرتبًا على الحروف.

فكتب له البرهانُ إبراهيم بن إسماعيل الجُحاني في ربيع الآخر سنة ثمانمائة، وهو بتعر، قصيدةً يمدحه بها ويهنئه بالسَّلامة، فقال:

شُكرًا لِسَير السَّابقاتِ العِرَابْ ... الأعوجِيَّاتِ بناتِ الغرابْ

وللمهارى الَّتي لم تَزَلْ ... تخوضُ في الفَيْفَا لُجَّ السَّرابْ

كالسَّيْل في السَّيْر انْسِكَابًا فما ... الغَبْراءُ في ذلك أو ماءٍ سكابْ

وللجواري المُنْشَآتِ الَّتي ... كأنَّها بَيْنَ الحَباب الحُبابْ

يا حُسْنَها ماذا تلقت لنا ... بُطون هدي مِنْ ظُهورِ الرِّكابْ

ما إنْ رأيْنَا أبدًا مِثْلَها ... ولا سمعنا في الحَدِيثِ العُجَابْ

شَفَتْ عُبابَ البَحْرِ فاعْجَبْ لها ... وقُوفها بحرَ علومٍ عُبابْ

شكرًا لها شُكْر رياضِ الرُّبى ... على الَّذي أوَّلَتهُ أيدي السَّحَابْ

قرَّبْنَ مِنَّا بَعْدَ بُعْدِ (١) المَدَى ... إنسَانَ عَيْنِ الأدَبِ المُسْتَطابْ

مُحيي مواتِ الأدبِ المُنْتَقَى ... أحمدًا المحْمُود (٢) عالي الجنابْ

كنَّا عَنِ الآدَابِ في ظُلْمِةٍ ... حتَّى انجَلَتْ عنَّا بضَوْءِ الشِّهَابْ


(١) في (أ): "أبعد"، خطأ.
(٢) في (ط): "المحبوب".