رعىَ اللَّه دهرًا فيه أسماءُ واصَلَتْ ... وجادت لنا بَعْدَ القَطِيعَةِ بالنُّعمى
وشَّنَفَتِ الأسماع أسمارُ ذِكْرِها ... وأسماؤها تُتلى فيا لَكِ مِنْ أسْمَا
قال صاحب الترجمة: فاكتفى بأسما عَنِ الأسماع والأسمار والأسماء، ففيه أربعة. ولمَّا أنشدني ذلك، نظمت بحضرته، ولعلَّ فيه خمسة:
أُطِيلُ الملال لِمَنْ لامَنِي ... وأملأُ في الرَّوْضِ كأسَ الطِّلا
وأهْوَى الملاهِي وطِيبَ الملاذِ ... فها أنَا مُنْهَمِكٌ في المَلا
وأنشد -يعني البدر- لنفسه في ذلك، يعني الاكتفاء:
برُوحِيَ أحمي غادةً قد تَطَلَّعَتْ ... إليَّ فما أصْغَيْتُ للعاذِلِ العَوَّا
وأمطرتُ دَمْعِي إذ فَنيتُ على الحِمَى ... بأنواع أنوارٍ فيا حَبَّذا الأنْوَا
قال [صاحب الترجمة] (١): فنظمت أنا في مثله:
حَبِيبي إنَّ العَيْشَ في الوَصْلِ فاسْتَرِحْ ... إليه ولا تَرْحَلْ ولا تركَبِ الفَلَا
وإيَّاكَ لا تَصْعَدْ قلاعًا ولا تُنِخْ ... قلاصًا ومَهْمَا اسْطَعْتَ فاجْتَنِبِ القِلَا
ونظم المجد بنُ مكانس فيه:
لَمَسْتُ النَّواعِمَ يَوْمَ الوَدَاعِ ... وأنْعَشَ حِبِّي بِلَثْمِي القُوَى
وأبْدَى النَّوادِرَ لي فاعْجَبُوا ... لِمَنْ طابَ في عِشْقِهِ بالنَّوَى
(١) ما بين حاصرتين ساقط من (ب).