ويقال: إنَّ النيل توقَّف، فأرسلت بقناعها وأمرتهم أن يلقوه في النيل ويحضروه إليها، فزاد في الحال إلى أن وفَّى الغرض وزيادة.
ولما قدم الشافعي مصر، وُصِفَتْ له، فتوجه هو وعبد اللَّه بن عبد الحكم لزيارتها، وسألاها الدعاء، فلما مات أمرتهم أن يحضروا بجنازته إليها، فصلَّت عليه.
وكراماتُها كثيرةٌ جدًا، وقد اشتهر أمرُها في الآفاق، حتى إن أهلَ الحجاز يغبِطُون أهلَ مصر بوجودها عندهم.
وماتت في رمضان سنة ثمان ومائتين. ويقال: إنَّها حفرت قبرَها، وقرأت فيه ستَّة آلاف ختمة، وآخر ما قرأت فيه:{كَتَبَ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ}[الأنعام: ١٢]، وخرجت روحُها فيه. انتهى.
[[قبر الحسين]]
ومنها أنه سئل عن المكان المنسوب لدفن الحسين رضي اللَّه عنه بالقاهرة، أهو كذلك؟
فقال: الحسينُ عليه السلام ليس مدفونًا في هذا المكان الذي بالقاهرة بالاتفاق، وإنما رأسه فيما ذكر بعضُ المصريين، ونفاه بعضهم.
[بدع القرّاء]
ومنها أنه سئل عن مِنْ قرأ شيئًا مِنَ القرآن، وقال في دعائه: اللهمَّ اجعل ثواب ما قرأته، أو مثل ثواب ما قرأته زيادة في شرف سيدنا رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-، فما معنى الزيادة مع كماله؟
فأجاب: هذا مخترع مِنْ متأخري القراء، لا أعرف لهم سلفًا فيه، ولكن ليس هو بمحال كما تخيله السائل، فقد ورد في رؤية الكعبة:"اللهم رد هذا البيتَ تشريفًا وتعظيمًا. . . " إلى آخره. فلعلَّ المخترع المذكور قاسه على ذلك، وكأنَّه لحظ أنَّ معنى طلب الزيادة أن يتقبَّل قراءته فيثيبه عليها. وإذا أُثيبَ أحدٌ مِنَ الأمة على فِعلِ طاعة مِنَ الطاعات، كان للذي علَّمَه نظيرُ