فلفظُه العسجدُ في علُوِّهِ ... لو أن لفظًا يستحيلُ عسجدَا
يا سيدًا بفضلِه وبَذْلِه ... صَيِّر أحْرارَ البَرايا أعبُدَا
العبدُ قد أهدى إليك مِدحةً ... وربما يُهْدَى إلى البحرِ النَّدى
تصْغُرُ عَنْ قَدرِك إلا أنَّها ... رضًا لأحبابٍ وغيظٍ لِعِدَا
أبَتْ جِلَا -إلا عليك- بِكْرِهَا ... إذ لم تجد غيرَك كُفؤًا أحدًا
لا زلتَ ترقى رُتَبَ المجدِ الذي ... إذا تدانى كاد (١) يعلُو الفرقَدا
ولا بَرِحْتَ للأنام ملجأً ... ومَنْجًى وللعُفاةِ مَقصِدَا
[[الشهاب ابن والي]]
ومنهم: الشهاب أحمد بن محمد، عرف بابن والي. فأنشدني من لفظه لنفسه:
قاضي القُضاة شهابُ الدين سيِّدُنا ... ركنُ المذاهب بيتُ الفضلِ والنَّظَرِ
نال المُنى بمقامٍ زادَه شرفًا ... شيخُ العلومِ فخارُ الرُّكْنِ والحجرِ
[الشهاب السَّيرجي]
ومنهم: القاضي شهاب الدين أحمد بن يوسف بن محمد بن أحمد السَّيرجي الشافعي. فكتب إليه، وقد أسدى صاحبُ الترجمة إليه معروفًا:
باللَّه قُلْ لإمامِ العصر سيِّدِنا ... قاضي القُضاة المفَدَّى عالم الفِرَقِ
يا نُخبة الدَّهر حتى لا نظيرَ له ... ويا خطيبًا إلى المجد المنيف رَقِي
جمعت مفترقات الحُسن فانعطفت ... عليك طُرِّا وهذا العطفُ من نسَقِ
إن كنت في الناس معزُوًّا إلى حَجَرٍ ... فإنَّه الحجرُ الموضوعُ في الحَدَق
بل المكرَّم بل جاءت مدائِحُنا ... للاستلام تجِدُّ السَّيرَ في عَنقِ
(١) في (ب، ط): "كان".