أما بعد، فقد وقفتُ على هذا التاريخِ البديعِ وضعًا، الغريب صُنعًا، فوجدتُه فاقَ المصنفات في هذا الفنِّ لصدق مغزاه، وتخصصَ بالشَّرف المطلق لفظه ومعناه، فهو تصنيفٌ شريف في معنى شريف لبلد شريف، اختاره اللَّه وارتضاه. حَبَّره وأجاد في تأنيقه السيدُ الإمامُ الأوحد البارع المتفنن، ذو الأصل الزكي والذهن الوقَّاد الذكي، تقي الدين، مفتي المسلمين، حامي حمى الفقه والحديث، مع ما انضافَ إلى ذلك من تقوى صدقت لاسمه مسماه، وعبادة وزهادة وتواضع لائق بمن اصطفاه اللَّه. فاللَّه تعالى يلهمه شُكْرَ هذه المنّة، ويبقيه لحفظ السُّنَّة.
[[تقريظ الزهور المقتطفه من تاريخ مكة المشرقة للتقي الفاسي]]
ومنه ما كتب به أيضًا على "الزهور المقتطفة من تاريخ مكة المشرَّفة" للتقي المذكور:
أمَّا بعد، فقد وقفت على هذا التصنيف المفيد، والعقد الفريد، فرأيته قد أجاد تلخيصًا وتهذيبًا، وفاق تبويبًا وترتيبًا، جمع جامعه -حفظه اللَّه- فيه أشتات الفوائد، ومزج الأخبار التاريخية بالمسائل الحُكمية مَزْجَ العُقيان بالجواهر في القلائد، فلقد أبقى (١) بما ألَّف للبلد الأمين ذكرًا مخلَّدًا، وارتقى بما انتقى درجًا يعسُر على من رام اللَّحاق بها المدى، فاللَّه المسؤول أن يحرُسَه بعينه، ويمُدَّه بعونه, ويحفظ نفسه، ويحمي حماه، ويوليه الثَّواب الجزيلَ على ما تولَّاه.
قال ذلك محبُّه الصادق في شعبان سنة عشرين وثمانمائة.
[[تقريظ تحفة الكرام للتقي الفاسي]]
ومنه ما كتب به أيضًا على "تحفة الكرام" للمذكور:
وقفت على هذا التأليف الشريف، وعرفت فضل ما فيه مِنَ التَّنويع