للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

بإشارة وصِيِّه العلَّامة ابن القطَّان في شعبان سنة ثمان وتسعين وسبعمائة، وحصل لها بواسطة ذلك خيرَ كثير، وهي -وإن كانت مِنْ بيت رئاسة وحشمة، ولوالدها سماعٌ مِنَ الجمال ابن نباتة وابن البُوري وغيرهما، وسمع منه صاحبُ التَّرجمة قليلًا، وكذا كان عمُّه البدر حسن بن عبد العزيز ممَّن سمع على الحجَّار وعبد الرحمن بن مخلوف بن جماعة وآخرين، وكتب عنه الحُفَّاظُ- لكنه لم يعتن بها بالنِّسبة إلى السَّماع والإجازة أحدٌ مِنْ أقاربها، فأسمعها زوجُها مِنْ شيخه حافظ العصر العراقي، حيث جاء إلى منزله لوداعه عند توجُّهه لبعض سفراته "الحديث المسلسل بالأولية"، وكذا أسمعها إياه مِنْ لفظ الشَّرف ابن الكُويك في يوم ختمه "صحيح مسلم"، وأجاز لها باستدعاءٍ شاميٍّ مؤرَّخٍ في ذي القعدة سنة ثمان وتسعين جماعةٌ؛ منهم: أبو الخير ابن (١) الحافظ العلائي، وأبو هريرة ابن الحافظ الذَّهبي، وباستدعاءٍ بمنى، مؤرَّخٍ بصفر سنة ثمان مائة، جماعةٌ، وبآخر بمنى أيضًا مؤرَّخٍ بربيع الآخر مِنَ السَّنة شخصٌ واحدٌ، وبآخر مع ابنتها زين خاتون في سنة اثنتين وثمان مائة غالبُ مَنْ لقيه زوجُها في رحلته الشاميَّة، وبآخر مع ابنتَيْها زين خاتون وفرحة، مؤرَّخ بربيع الأول سنة سبع وثمان مائة، جماعةٌ مِنَ الشاميِّين أيضًا، إلى غير ذلك مِنَ الاستدعاءات المتأخِّرة.

واستولدها صاحبُ التَّرجمة عدَّة أولاد، زين خاتون وفرحة السَّابقُ ذكرهما، وغالية، ورابعة، وفاطمة. ولم تأتِ منه بذكرٍ قطُّ. نعم، كانت تجيءُ بين كل بطنين بسقطٍ ذكرًا.

[[ابنته زين خاتون]]

فأما أولتهن (٢)، وهي بكرُ أولاده، فمولدها في ثاني عشر ربيع الآخر سنة اثنتين وثماني مائة، واعتنى بها أبوها، فاستجاز لها في السَّنة المذكورة


(١) "ابن" ساقطة مِنْ (أ).
(٢) وهي زين خاتون، ترجمها المصنف في الضوء اللامع ١٢/ ٥١.