للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[[عنايته بالكتب]]

وبالجملة، فهذه أمورٌ لا تُحصر، وكَثْرَةُ حفظه ونقده أشهرُ مِنْ أن تُذكر. ولو لم يكن مِنْ ذلك إلا أنه كان قلَّ أن يقف على كتاب حديثيِّ أو علمي أو أدبي، إلا ويُقيّدُ فيه ما لا يُستغنى عنه، إما مِنَ اعتراضِ على مؤلِّفه في تصرُّفه، أو مثبتًا حجة فيما نقله، أو استدراك لما لم يذكُره أو سقط أو تحريف، إلى غير ذلك مما لا يُحتاج إلى دليل. حتى كتب على "الكشَّاف" و"حاشيته" للشيخ سعد الدين، حتى في عدد آي سُور القرآن، أصلح في أول سورة (ص) (١) منه عدد آياتها، كما أسلفناه، وربَّما كتب ما نصه: سقط شيءٌ، أو هنا سقط، أو يشيرُ إشارةً، وله في كل ذلك مقاصدُ جميلةٌ.

ولما عرضتُ عليه "العمدة" وجَد بظاهرها حديثًا باطلًا، فكتب عليه بخطه: هذا كذبٌ على رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-. وكذا لما عَرَض عليه بعضُ أصحابنا "العُمدَة" أيضًا، وجد فيها كتابة سندٍ، فكتب: سقط منه اثنان.

وأما فهرست أبواب الكتب ومسائلها وكذا المجاميع، فهو شيءٌ كثيرٌ في علومٍ جمَّةٍ، يعرف بركة ذلك مَنْ أكثر المطالعة والمراجعة، خصوصًا في التَّصانيف التي ليست على ترتيبٍ مألوفٍ، فجزاه اللَّه عن المسلمين خيرًا.

ولخَّص مقاصد كثيرٍ مِنْ كُتب الأوقاف تلخيصًا يحصُل به تمامُ الغرض


(١) في (ب، ط): "سورة الحج".