للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[[حديث فضل الصلاة في المسجد النبوي]]

ومنها: أنه سئل عن الجمع بين قوله -صلى اللَّه عليه وسلم-: "صلاة في مسجدي هذا بألف صلاة فيما سواه إلا المسجد الحرام"، وما بالمسجد النَّبويِّ مِنَ الحُجَر الذي جعل علامة لقدره على عهده -صلى اللَّه عليه وسلم-، وتخصيص النَّووي فيما نُقِلَ عنه هذا الفضل بمن صلى داخل الحجر، وبين ما يُروى عنه -صلى اللَّه عليه وسلم- مِنْ قوله: "لو زيدَ فيه إلى صنعاء اليمن، فهو مسجدي" بعد تبيين صحَّةِ كلِّ ذلك، وهل تبقى الصَّلاةُ في بقية حرم المدبنة مما زاده الخلفاء مضاعفةً أم لا؟

فأجاب، نعم، الحديث الأول مخرَّج في "البخاري" و"مسلم" مِنْ حديث أبي هريرة رضي اللَّه عنه، والمنقولُ عَنِ الشَّيخ محيي الدين النووي رحمةُ اللَّه تعالى عليه موجودٌ في "شرح المهذَّب" و"شرح صحيح مسلم"، فإنَّه قال فيه بعد أن ذكرَ الحديثَ وما يتعلق به ما نصه: واعلم أنَّ هذه الفضيلة -يعني المضاعفة- مختصَّةٌ بنفس مسجده الذي كان في زمانه دون ما زيد فيه، فينبغي أن يحرِصَ المصلِّي على ذلك، ويتفطَّن لما ذكرناه.

وأما الحديث المتعلق بالزِّيادة، فليس له أصل مِنْ كلام النَّبي -صلى اللَّه عليه وسلم-، وإنما نُقِلَ شيءُ مِنْ ذلك عن عُمَرَ رضي اللَّه عنه أنه قال حين زاد في المسجد النبوي، وكذا نقله بلفظه ابنُ النَّجار في "أخبار المدينة" مرفوعًا عن أبي هريرة رضي اللَّه عنه.

وقد خُولف الشَّيخُ محيي الدِّين النَّوويُّ فيما ذكره مِنْ عدم المضاعفة في زيادة المسجد، مع أنَّ لها حكم المسجد، وعُمْدَتُه ما وقع في الصحيح: "في مسجدي هذا".

وأما قول السائل: في بقية حرم المدينة، فإن أراد به المسجد المحوَّط (١) الآن، فالجواب ظاهر، لأنه -على ما ذكر الشيخ محيي الدين- لا يتعدَّى الموضع الأول، وعلى رأي غيره يتعدَّى.


(١) في (ب) وجمان الدرر: "المحفوظ" وكذا هي في مختصر السفيري، وكتب في هامشه "المحوط ن".