للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

هذا، فما علِمْتُ غيري أفردها. ثم أخبرني بذلك صريحًا [حين قرأ عليَّ سبطُه كثيرًا من هذا الكتاب، وكذا ولده، لكن بعضه، كل ذلك بحضرته (١)] (٢).

قال: ورافقته في بعض الأسفار، فرأيته يقومُ اللَّيلَ، وكان شيخي ورفيقي، فإني سمعتُ بقراءته على شيخنا الحافظ أبي الوفاء، وشيخ شيخي، فإنني أخذت شيئًا مِنْ نظم والدي عن القاضي علاء الدين ابن خطيبِ الناصرية، وابنُ خطيب النَّاصرية أخذ عنه. وكانت بيني وبينه مباسطات ومكاتبات، وكان يُكرِمُني ويُحسن إليَّ، رحمه اللَّه تعالى. وكتب لي مرة في عنوان كتاب بخطه: المحبي، شيخ الإسلام بالمملكة الحلبية.

إلى أن قال: وكان رقيقَ الطَّبع ظريفًا لطيفًا، حسن الهيئة، له نُورانيةٌ، ووقعٌ في النفوس، ومحبَّة في القلوب، وكانت جنازتُه مشهودةً حافلة جدًا، حتى قيل لي: إنَّه لم يرَ أهلُ العصر مثلَها، ولا ما يقاربها، رحمه اللَّه وإيانا.

[[شهاب الدين بن الأخصاصي]]

ومنهم: الفاضل شهاب الدين بن الأخصاصي الدمشقي.

فقرأت بخطه في مقدمة شيء عمله بعد أن سمعته مِنْ لفظه:

وكان مِمَّن حاز قصبَ السَّبقِ إلى هذه المراتب العليَّة بالدِّيار المصرية، حاكم حكامها، ومالك زمامها، رُحْلة الزمان، اللَّاحق بالعلم والحلم لِمَنْ جارى بميدان الفرسان، علم الأعلام، وشيخ شيوخ الإسلام، حافظ الدهر، وفريد العصر، طويل الباع، مديد المناقب، بسيط الأيادي بالنَّدى المتقارب، فضله الوافر كامل بالحكمة وفصل الخطاب، وذهنُه المنسرحُ خفيفُ السِّباحة في بحور الآداب. شهدتْ له فُضلاء الممالك بالفضل البارع، فما له في


(١) في (ط): "بين يديه".
(٢) ما بين حاصرتين لم يرد في (ب). وورد في هامش (ح) بخط المصنف.