ثم ظفرت بخطه بأبيات هي (١):
الحمد للَّه طاب العيش وانبسطت ... نفوسُنا حين زال الهم وانصرفَا
بُبرْءِ قاضي القضاة العالم العلم البـ ... ـحر الخِضَمِّ ومِنْ للرُّسْل قد خَلَفَا
قد أظهر اللَّه في توعيكه عجبًا ... للخلق شاع جهارًا ليس فيه خَفَا
لما شكا جسمُه نقصًا فشابهه ... بحرُ القياسِ وولَّى يطلُبُ التَّلفَا
وحين عُوفي زاد البحرُ وانحدرت ... أمواجُه ثم نلنا فرحةً ووفَا
[الشِّهاب الحجازي]
ومنهم الشيخ أبو الطيب أحمد بن محمد بن علي بن حسن الحجازي، وله فيه شيء كثير. فممَّا رأيتُه عدي بخطِّه: ما كتبه إليه وقد عُوفي من رمدٍ عَرَض له:
لا تختشي من رَمَدٍ ولا تخف ... مِنْ حاسدٍ وارْضَ له بالبَيْنِ
فاللَّه عافاكَ على رُغْم العِدَا ... نَعَمْ وقد كفَاكَ شرَّ العينِ
ومنه ممَّا كتب في سنة أربع وثلاثين وثمانمائة:
مولاي يا قاضي القُضاة ومَنْ غَدَتْ ... كلُّ الورى تَفديه بالأحْداقِ
هُنِّيت عامًا مقبلًا يا سيدي ... وسَمَوْتَ للعلياء باستحقاقِ
أهل الحُبُوس بأسرهم أطلقتَهم ... وأسرتَهم بمكارمِ الأخْلاقِ
كم مِنْ لسانٍ بالثَّنَا أطلقتَه ... فلأنتَ ممدوحٌ على الإطلاقِ
ومنه قوله:
شكرًا لرب السماء ... على جزيلِ العطاءِ
(١) كتب المصنف هذه الأبيات بخطه في (ح)، وقد أوردها في الضوء اللامع ٢/ ١٤٣، وشيخه صاحب الترجمة في المجمع المؤسس ٣/ ٧٧ - ٧٨.