فقد سُرِرْتُ بيومٍ ... قد نلتُ فيه مُنَائي
والمنصبُ الآن أضحى ... ذا بهجةٍ وسناءِ
بشيخ الإسلام حقًّا ... والحَبْرِ في العُلمَاءِ
شهابِ دين إله الـ ... ـعِبادِ رب العَلاءِ
رأسِ السِّيادةِ فينا ... وسيِّدِ الرُّؤساءِ
كنزِ العُلوم بحقٍّ ... ومطلبِ الفُقَراءِ
كم طالبٍ قد أتاه ... أولاهُ خيرَ وَلاءِ
الوجهُ عن بِشْرِ يَروي ... وكفُّه عَنْ عطاءِ
حديثُه طاب نَثْرًا ... وفيه طيٌّ لدائي
يا بحرَ عِلْمٍ ولكن ... لم يضْطَرِب بالهواءِ
أُوتِيتَ بَسْطَةَ علمٍ ... بمصرَ في الفُقَهاءِ
وأنت مِنْ خيرِ قَوْمٍ ... تخلَّقُوا بالوفاءِ
وبعد كسرٍ أتتنا ... بشائرٌ بالهناءِ
وللأنام ابتهالٌ ... في صُبحِهِمْ والمساءِ
لربِّهم بدُعاءٍ ... لكم بطُول البقاءِ
وليس فيهم مُرَاءٍ ... حقًا بغيرِ مِرَاءِ
هذا لعَمْرِيَ بيتٌ ... عليه قَصْرُ ثنائي
وحقٌ إذ عم فضلًا ... يَخصُّه بالدعاءِ
أعِنْهُ يا خيرَ عونٍ ... والطُفْ به في القضاءِ
ومنه مما قرأته بخطه قوله:
إنْ فَرَّقَ اللحظ فيَّ الفتك أم والى ... لا تتركَنْ بعدَ أخذِ الرُّوحِ أموالا
فالقتل أيسرُ ما يُلقى المحبُّ لِذَا ... عَذابُه عنده عذبٌ ولو طالا