للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فمن تفنُّنِ عشقي في هوى قمري ... أحبُّ مِنْ أجل ذكرِ الحبِّ عُذَّالا

وإن وَفَى الحِبُّ وافاني الرَّقيبُ فَمِنْ ... فرطِ المَسَرَّةِ أهوى مِنهُ إقبالا

للَّه خفةُ رُوحٍ منه واعجبًا ... وكم حملتُ بها في الحُبِّ أثقالا

وسيفُ ناظرِه حَدَّاه كم قَطَعت ... إن لم يَصْل قبل قطعٍ منه أوصالا

ولا عجيب إذا ما كان في فمه ... حلاوةٌ مذ أرانا القَدَّ عَسَّالا

أو مال قدٌّ له سكرًا فلا عجبٌ ... إذا تضمَّن منه الثَّغرُ جِربالا

وليلةٍ جمعتني والحبيبَ غدت ... في وجنةٍ لزمانٍ مَرَّ لي خَالا

والقُضْبُ في الرَّوضِ قدْ مالت له وغَدتْ ... لما تَثَنَّى تبُوسُ الأرض إجلالا

والنَّرجِسُ الغَضُّ في الأَدْواحِ قام على ... ساقٍ وقبَّل أيضًا منه أذيالا

والدَّوْحُ لما اكتسى مِنْ زهره حُللًا ... من غَيْضِه قد تردَّى الغصنُ أسمالا

والرَّوضُ يضحك مِنْ فعل السَّحابِ وقد ... بكى وأسْبَل دمعًا فيه هطَّالا

والأرضُ تشكرُ إنعامَ السَّماء كما ... شكري لأنُعُم خيرِ الناس (١) ما زَالا

قاضي القُضاةِ شهابِ الدين أحمدَ مَنْ ... لا زِلْتُ أحمدُه ليلًا وآصالا

وشيخ الإِسلام كهف الناس مَنْ جُعلت ... سِماتُه مِنْ (٢) عُلَا علياه إذُ لَالَا

ما زاغ يومًا عَنِ السُّؤَّال في طلبٍ ... ولم يدع عَرَضًا عنهم ولا مالا

وطالبُ العلمِ والجدوى إذا قصدا ... جنابَه وجَدَا فضلًا وإشغالا

كم حلَّ مِنْ مُشكلٍ عند المباحث لا ... تُحصى وأبدى مِنَ الأبحاث أشكالا

صفاته علَّمتني كيف أمدحُه ... وأظهرت لي مِنَ (٣) الأفعال أقوالا

لا حِلتُ يا عاذلي عَنْ مدحه أبدًا ... وهو الذي عَنْ مزيدِ البِرِّ ما حالا


(١) في (ب): "الورى"، خطأ.
(٢) "من" ساقطة من (ب).
(٣) في "المختصر": "من له".