للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الحال بتخريجه وصحابيِّه وحُكمه، وأنَّ البساطيَّ عرض ذلك على العراقي، قال: فكشف المظانَّ التي عزاه إليها، فوجده كما قال. رحمهم اللَّه وإيانا.

ثم حكاها لي صاحبُنا الشيخ نور الدين ابن أبي اليُمن المكِّي، نفع اللَّه به، عن البساطي نفسه، فقال: سألتُ شيخنا الزَّين العراقي عن حديث "المكاتب قنٌ ما بَقِيَ عليه درهم"، من صحَّحه؟ فقال: لا أدري. فلقيتُ ابن حَجَر يومئذٍ وهو إذ ذاك ليس في لحيته شعرة بيضاء، فسألته عنه، فقال في الحال: صحَّحه ابن حبان والحاكم من حديث عبد اللَّه بن عمرو. وهما في كتب شيخنا، وعيَّن له مكان الحديث.

[[ابن خطيب الناصرية]]

ومنهم: العلامة قاضي الشافعية بحلب علاء الدين ابن خطيب الناصريَّة رحمه اللَّه.

فقرأت بخطه في " تاريخ حلب" الذي ذيَّل به على "تاريخها" لابن العديم، حيث فكر صاحب الترجمة بعد سياق نسبه ومولده وجُمْلةٍ من شيُوخه ما نصه:

ورحل إلى اليمن وحجَّ، وأقبل على التَّصنيف والاشتغال والإشغال، فصنَّف كتبًا كثيرة، منها ما كَمُلَ. ومنها ما لم يَكمُلُ، فمما كَمُلَ قديمًا، كتابه "تغليق التعليق"، وصل فيه تعليقات البخاري، وهو كتاب جليل نفيس، قرأت عليه بعضه بالقاهرة في رحلتي إليها. ومما لم يكمل "شرح البخاري"، وصنَّف "مقدمة" له فيها فوائدُ غزيرةٌ جليلةٌ. وهو حافظُ الإسلام، علَّامةٌ في معرفة الرجال واستحضارهم، والعالي والنازل، مع معرفةٍ قويَّةٍ بعللِ الأحاديث، وبراعةٍ حسنةٍ في الفقة وغيره، وأخلاقي رضيَّةٍ، ومحاضرةٍ حسنة، مع الدِّين والمداراة، ومحبة أهل العلم، والإنصاف في البحث. وهو أحد مشايخي الذين قرأتُ عليهم بالقاهرة. ثم إنَّه قدم حلب صُحبَةَ الملك الأشرف برسباي، وكان قدُومه في يوم السبت خامس شهر رمضان سنة ست وثلاثين وثمانمائة، فسمع بها على شيخنا الشيخ الحافظ برهان الدين أبي