للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

المعتبرين: ليس هذا موضوع هذا الدرس، فأخذ في المجلس الآخر يتكلَّم في مادة لُغوية، فقيل: هذا كلُّه هروبٌ مِنَ المقصود، هذا مع سؤاله أن يُلقَّب شيخ الإسلام، ودعواه أنه قيِّم العصربين بكلام الملك العلَّام. نسأل اللَّه السَّلامة والتوفيق.

[ثم استقرَّ بعد المناوي فيه ولده، ثم الكمال إمام الكاملية، ثم التقي الحصني ثم الزين زكريا] (١).

وهذه المدرسة -أعني الصَّلاحية- قد ذكر الشمس محمد بن إبراهيم بن أبي بكر الجزري في حوادث سنةً إحدى وثمانين وستمائة ما ملخّصه: استقر القاضي برهان الدِّين الخضر (٢) السَّخاوي في تدريس الشافعي، والنظر عليه بالقرافة الصُّغرى، وقف صلاح الدين بما يشهد به كتاب الوقف، وهو في كل شهر أربعون دينارًا مقابلة على التدريس، وعشرة دنانير على النظر، وفي كلّ يوم ستون رطلًا مِنَ الخبز، ومن الماء الحلو راويتان. وكانت هذه المدرسة منذ ثلاثين سنة وأكثر خالية مِنْ مدرّس، مع ملازمة الفقهاء والمعيدين للاشتغال بها. انتهى

[[وظيفة الإفتاء:]]

ومما يلتحق بذلك: الإفتاء، وكان قد ولِيَ إفتاء دار العدل في سنة إحدى عشرة وثمانمائة، واتفق في بعض الأيام التي كان يحضر فيها لمباشرة وظيفته -وهو يوم الإثنين مستهل شعبان سنة خمس عشرة وثمانمائة- المبايعة لشيخ، فلُقِّب المؤيد، واختلفوا بم يُكنى؟ فقال صاحب الترجمة: الذي يوافق التَّأييدَ هو النَّصرُ، فاتفقوا على تكنيته أبا النصر، وافترق المجلسُ على ذلك، واستمرت هذه الوظيفة معه حتى مات، فاستقرَّ فيها تلميذُه وصهرُه العلامة البدر بن القطات بل العلامة محيي الدين الطُّوخي، على ما تحرَّر الأمر فيه.


(١) ما بين حاصرتين لم يرد في (ب).
(٢) "الخضر" ساقطة من (ب).