للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ثانيها: أنَّ هذا إنما كان لقول إبراهيم وموسى، وأمَّا هذه الأمَّةُ، فلهم سعيهم سعي غيرهم، بدليل حديث التي سألت عن حجِّ الصبي، فقال: "ولك أجرٌ"، وللحديث الآخر: إنَّ أمِّي ماتت، فهل لها أجرٌ إن تصدَّقتُ عنها؟ قال: "نعم، ولكِ أجرٌ"، والحديثان صحيحان.

ثالثها: المراد بالإنسان: الكافر، فإنه يُثاب بما عمل مِنْ خيرٍ في الدُّنيا ولا يلحقه مِنْ ثوابُ غيره شيء.

رابعها: نزلت في خاصٍّ مِنَ الناس، وهو عبد اللَّه بن أُبَيٍّ في إعطاء النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- (ولده) (١) قميصه ليكفنه فيه، فكان ذلك في مقابلة أنَّه كسا العبَّاسَ عمَّ النبيِّ -صلى اللَّه عليه وسلم- قميصًا.

خامسها: ليس للآدمي إلَّا ما سعى مِنْ طريق العَدْلِ، وأما مِنْ طريق الفَضْلِ، فيعطيه اللَّه تعالى مِنْ ذلك ما شاء اللَّه.

سادسها: أن اللام بمعنى على، فلا يؤاخَذُ بجريرةِ غيرِه، ويلحقُه ثوابُ سَعْي غيره بشرطه.

سابعها: الآية على ظاهرها، لكن السَّعيَ تارةً بنفسه وتارةً بغيره، فهو السَّببُ في ذلك، كأن يسعى في إقامة أمر الدِّين، فيحبُّه أهلُ الدِّين، فيدعون له، فيحصُلُ له سببُ المحبَّة، وهو ما سعى فيها بالإحياء له، وإنَّما حصل له بواسطة.

ثامنها: معنى (سعى): (نوى).

وأرجحها فيما يظهر لي خامسها، واللَّه سبحانه وتعالى أعلم بالصواب.

[[توثيق الإمام أبي حنيفة]]

ومنها ما سئل عمَّا ذكره النَّسائي في "الضُّعفاء والمتروكين" عن أبي حنيفة رضي اللَّه عنه مِنْ أنَّه ليس يقوى في الحديث، وهو كثيرُ الغلط


(١) ساقطة مِنْ (ب).