ويَصْلَى بعدَه بأليمِ عَزْلٍ ... بقدرِ زمانه اللَّذْ قد تَولَّى
فذاك جزاءُ مَنْ يبغي علينا ... أيُعدلُ عنكمُ حاشا وكلَّا
[[عبد الغني الشرجي]]
ومنهم: عبد الغني بن أبي بكر اليمني الشرجي.
مدحه في سنة خمس وثلاثين وثمانمائة بما قرأته مِنْ خطه، فقال:
مَنْ لصبٍّ متيَّمٍ مشتاقِ ... أرَّق العينَ مِنْ أليمِ الفِراقِ
أحرقَ البين قلبَه يوم سارُوا ... عنه بالرُّغمِ أيَّما إحراقِ
وسَقَوْهُ الصُّدُودَ كأسًا دِهاقًا ... بعد كاسٍ مِنَ الوصالِ دِهاقِ
يا لَقومي لا تطلُبون بثاري ... غير لُعْسِ الشِّفاهِ والأحداقِ
لسعتني عقاربُ الجُبِّ حتى ... آلمتني ولم أجد فيه راقِ
ورماني بسهمِ قوسٍ مآقيـ ... ـه غزالٌ قصَدَ منِّي المآقي
ألبَسَ البدرَ في التَّجلِّي ضياءً ... وكَسَا الشَّمسَ بهجةَ الإشراقِ
وبخدٍّ أذابَ قلبي وقَدٍّ ... وثنايا مفلَّجاتٍ رِقاقِ
لا تلُمني في حبِّه يا عذُولي ... فلقد طال في هواه اشْتياقي
ومن الجهل أن ترى لي فَكاكًا ... مِنْ وَثاقي وما رَعَى ميثاقي
نَمَّ دمعي على خَفِيِّ غرامِي ... وكذا الدَّمعُ آيةُ العُشَّاقِ
كيف لا أسكبُ الدُّموعَ وقلبي ... بين أمواجِ لُجَّةِ الأشواقِ
يا حُداة النِّياقِ ما اللَّيلِ باللَّيـ ... ـلِ مع العزمِ يا حُداة النِّياقِ
فدعوها تميسُ عسْجًا ووسجًا ... كي تلاقي مِنَ المُنى ما تُلاقي
وأنيخوا بمصرَ في طلب الرِّزْ ... قِ فهاتيك مَعْدِنُ الأرزاقِ
إنَّ أقضى القُضاة أحمدَ فيها ... حسَنُ الخَلْقِ ليِّنُ الأخلاقِ
الشِّهابُ الذي ترقَّى عُلوًّا ... وسُمُوًّا عَنْ كلِّ سامٍ وراقِ