في خطبة "شرحه للبخاري" على خُطْبَتي شيخنا لشرحيه على الكتاب المذكور، كتابةً جليلةً ما هي الآن عندي.
[شرف الدين التَّبَّاني]
ومنهم: العلامة شرف الدين يعقوب بن جلال التَّبَّاني (١) الحنفي، فقرأت بخطه على "الاستنصار" في أثناء كلامه، قال:
وأمَّا السائل نفع اللَّه به المسلمين، وأدام به النفع، آمين. فشرحه على "الجامع الصحيح" مِنْ أحسن الشُّروح وضعًا، وأكثرها جمعًا. ولقد طالعتُه، فظفرت فيه بفوائدَ حسنةٍ، ووجدته أحسن في ترتيبه، وأجادَ في تهذيبه. وأبرز فيه معاني لطيفة، وفوائد حديثية حَسَنة شريفة. جمع فيه فأوعى، ودعا المعاني الأبيَّة، فقالت: سمعًا وطوعًا. فغدوتُ أسير في رياض مُونقة، وأغصانِ مُورقة. ولا يُنْكَرُ ذلك عليه. فإنَّه الحالم النِّحرير والبحر الكبير، ظاهر الأسرار، مُورق الأشجار، جاري الأنهار بالفوائد الغزار، كم من طالب هرع إليه، فقال خيرًا، وكم مِنْ مجلسٍ حضر، فما زالت فوائذه تُذكَرُ دهرًا. فاللَّه تعالى يُبقيه ليُنتفع به، بمحمد وآله.
[[ابن مغلي]]
ومنهم: العلامة العلاء علي الحموي بن مُغلي الحنبلي، فقرأت بخطه على "الاستنصار" أيضًا كتابة مطوَّلة، قال فيها:
وأما ما يتعلق بكلام السائل أدام اللَّه بقاءه، وضاعف ارتقاءه، فليس في الخطبتين المنصُوصتين في السُّؤال، ولا في ديباجتيهما شيءٌ مما نُسب إلى ذلك البعض المبهم، ولا دعوى أنَّه امتاز شرحُه على شرح مَنْ تقدَّم. بل نبَّه على طريقه في تأليفه، وجرى على سنن أهل العلم في التَّنبيه على فوائد مصنفاتهم في أوائلها، لبعث همَّةِ الطَّالب. وتحريضه وتأليفه، وباللَّه إنَّه