للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

لجديرٌ بالصِّدق في مقاله، حقيقٌ بالقيام بأعباء هذا الشرح وحمل أثقاله. فإنَّ إمامَتَه في علم الحديث لا تُنكر، وتحقيقه فيه أشهرُ مِنْ أن يعرَّف به ويذكر، وحفظُه للرجال وطبقاتهم وتَعْدِيلهم وتجريحهم سَمَا فيه على أهل عصره، واستحضاره للأسانيد والمتون من أمهات الكتب لا يدرك قرار بحره (١). وفهمه الصحيح في المعاني والحكم الفقهيات لم يتَّصف بحسنه إلا بنات فكره، وسواء أكان هو المعنيَّ أم غيره بالبعض. ولا ينبغي أن يُعَامَلَ مَنِ اتَّصف بخدمة العلم وتحصيله بالبعض. . . . إلى آخر كلامه.

وهي كتابة جليلة، شفى فيها الغليل بأوضح بيان وأحسن تعليل. رحمه اللَّه وإيانا.

وسيأتي في المطارحات مِنْ نظمه وصفه بأنَّه حافظ الورى.

[[البدر البشتكي]]

ومنهم: العلامة أديب العصر البدر البشتكي رحمه اللَّه وعفا عنه.

فقرأت بخطه حيث ترجمه في كتابه المسمى "بالمطالع البدرية لمن اشتهر بالصِّناعة الشِّعرية"، وصفه بالشيخ الإمام العلامة المحدث الحافظ، أوحد زمانه، وسيِّد أقرانه، ذي التَّصانيف المفيدة، والفضائل العديدة. والحافظة المُفرطة المجيدة، الذي ابتسمت تصانيفُه عن شَنَب الإجادة، وقضت له صفاته الحسنى بالزِّيادة، الفقيه المحدِّث، الشاعر الناظم، الناثر الأديب، الكاتب المنشىء، أبو الفضل الملقب شهاب الدين.

إلى أن قال: طوَّف البلاد، وارتحل إلى اليمن ومكة والاسكندرية والشام، وطلب الحديث وبرع فيه، وتفرَّد في أسماء رجاله. وصنَّف في ذلك التصانيف المُشْبِعَة، وعُني بفهم الحديث وتحقيق ألفاظه وضبط الأسماء الواقعة قيه، وتقدم نظراءه، وشارك في بقية العلوم المشاركة الجليلة. وله النظم الرائق، والنثر الفائق. وكتب الخط الحسن طريقة الشيخ جمال الدين


(١) في (أ): "تحريره"، تحريف.