للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

عائق, واللَّه المسؤول أن يعينه على الوصول إلى الحصول، حتى يتعجَّب السَّابقُ مِنَ اللاحق.

[وكتب لي على غيره من تصانيفي غير ذلك] (١).

[[تقريظ مرثية لابن الغرز]]

ومنه في تقريظ مرثيَّة نونية عملها خليل بن أحمد بن الغرز حين وفاة ولد له:

الحمد للَّه ملهم الصبر الجميل. أما بعد، فقد وقفتُ على هذه المرثية البليغة، البالغة في الرقة لفظًا ومعنى وصيغة (٢)، المحركة للشَّجَن الكامن في القلوب المصدوعة، المثيرة للحزن الثابت في النُّفوس المرُوعة، فوجدتُها -مع شغل خاطر ناظمها من الوراد الذي صدر، والعارض الذي ساجل الدَّمعُ به المطر- قد أظهرَت مِنْ أنواع البديع ما لم يعرّج عليه بديعُ الزمان، ومِنْ فنون البيان ما تدانت ثماره مِنَ الأفنان، وزادت على ابن زيدون في تشوّقه إلى ولَّادة بما هيجت مِنْ ذكرى الأولاد، وغاية أبي الوليد طلب ممكن مِنَ الوصل، وهذا لعدم الإمكان يكاد ماضي حسرته يقطع الأكباد. فاللَّه تعالى المسؤول أن يُنزل عليه الصَّبرَ الجميل، ويمتعني بفوائده حتى إذا أُنسيت ذكرى حبيب، أنست ذكرى خليل (٣).

[[تقريظ موشح]]

ومنه في تقريظ موشح:

ونَثَر أسهُم ألفاظه مِنْ كنانة فكرته، فما أصابت من القول غَرَض، وعرض جنودَ معانيه لمعارضة ذلك الجوهر الفرد، فقصَّرت لما عرض، وقدح زِنَادَ ذهنه الكابي، فما أورى ولا قدح، واقترح على قلبه قريحةَ


(١) ما بين حاصرتين لم يرد في (ب)، وفي (ط): "وكتب لي غير ذلك من تصانيفي".
(٢) في (أ): "وصنعة".
(٣) في (ب): "قليل"، تحريف.