للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[[ابن صدقة]]

ومنهم: البدر الحسن بن أحمد بن صَدَقة (١) الحُصوني ثمَّ الحلبي.

فقال لما أجاب صاحبُ الترجمة البدرَ ابن سلامة بما سيأتي في المطارحات مما سمعه منه صاحبنُا النجم بن فهد الهاشمي العلوي:

ألا يا فريدَ الدَّهرِ يا واحدَ العصر ... نظمتَ عقودا مِنْ جُمانٍ ومِنْ دُرِّ

وأبرزت من أبكارِ (٢) فكرك بلْوَرَ ... عرائسَ أبكار تجلت من الخِدْرِ

وحلَّيت هاتيك العُقود فوُشِّيت ... وسبَّلتَها للخاطبين بلا مَهْرِ

فلله ما أغلى (٣) معاني بديعِها ... وللَّه ما أغلى نفائسها الغرِّ

إذا جُلِّيَتْ بين النَّدامى شَمولُها ... تراهم سكارى مِنْ شذاها بلا خَمْرِ

وإن نُشِرَتْ أوصافُ طيِّ جمالِها ... لهم ذهلوا في ذلك الطيِّ والنَّشرِ

فيا خاطبين الحور مِنْ جنةٍ إليّ ... هلمُّوا إلى حُورٍ حسانٍ مِنَ الفكرِ

ولمُّوا (٤) إلى روضاتِ جنَّاتِ نُزهة ... أزاهرها تزهو على الأنجُم الزُّهرِ

رياضٌ تجلَّت في غلائلِ سُندسٍ ... مرقَّمة بالوشْيِ مِنْ مُونِقِ الزَّهْرِ

وقد عبَقَت أنفاسُ عطرِ نسيمها ... فعطَّرتِ الأكوانَ مِنْ نشرها العِطرِ

فنُشِّقتُ منها ريمَ رامةَ والنّقا ... وأنفاس ليل فاعتراني الهوى العُذري

ونادتنيَ الأشواقُ يا مدَّعي الهوى ... أما هذه ليلى أماطت عَنِ الثَّغرِ

فأين الذي يبغي التقاطَ جواهرٍ ... مِنَ الثَّغر والأفكارِ والنَّحر والبحرِ

تبدَّت لنا مِنْ فكرِ أفضلِ عالمٍ ... وأكملِ مَنْ قد فاق في النَّظم والنَّثرِ


(١) قال المصنف في ترجمة ابن صدقة من الضوء اللامع ٣/ ٩٣: وقد كتب عنه صاحبنا النجم بن فهد قصيدة رائية في شيخنا، أودعتها "الجواهر".
(٢) في (ب): "أفكار"، تحريف.
(٣) في (أ، ط): "أحلى".
(٤) في (ب، ط): "وأمُّو".