ذلك مِنَ الشَّكل إلا الراء، فإنَّها حينئذٍ تبقى مفتوحةً، وهي في "التاريخ" مكسورة. والخَطْبُ فيه سهلٌ. والذي يظهر لي أنَّ النَّاظمَ إنما طلب "نارِنج" بنونين وجيم. وحينئذٍ، فلا نِزَاعَ في اشتراط التَّصحيف والقلب معًا. انتهى.
[[تعقبه على ابن جماعة]]
ومنه أنَّ الصَّفدِيَّ قال في الجزء الثامن من "تذكرته": قال محمد بن زكريا الرازي:
لعمري ما أدري وقد آذَن البِلَى ... بعاجلِ ترحالِي إلى أين ترحالي
إلى جنة المأوى إذا كُنتَ خَيِّرًا ... تُخَلِّد فيها ناعمَ الجسم والبالِ
وإن كُنتَ شرِّيرًا ولم تَلْقَ رَحْمَةً ... مِنَ اللَّه فالنِّيرانُ أنت بها صالِ
فكتب البرهانُ ابن جماعة بالهامش ما نصه: هذا الجوابُ خطأٌ. ومقصودُ ابن زكريا مَعْرفةُ مقرِّها في البرزخ. فهو محلُ الخلافِ المشهور، وليس مقصوده السُّؤال عن مآلها، فإنَّ القرآن العظيم مشحونٌ بذلك، وما أقبحَ بالرَّجل أن يتعاطى ما لا علم له به، يريد أن يعلُوَ فيهبِطَ.
فكتب شيخنا ما نصه: وعندي أنَّه ظلم الصَّفديَّ بهذا الاعتراض. فإنَّ كلًّا مِنَ الاحتمالين موجّهٌ، نعم تحسين الظَّنِ بالمسلم يقتضي الجوابَ الثاني، وأما عَنْ لا يؤمن بالقرآن، فلا يُنكر منه أن يأتي بالسُّؤال الذي يقتضيه الجواب الأول. انتهى.
والظاهر أنَّ مقصودَ ابن زكريا أن يعرف: هل هو مِنْ أهل الجنة أو من أهل النار، وبيتاه يدلَّان على خوفه مِنْ سوء الخاتمة أعاذنا اللَّه منها بفضله.
[كمال الظَّرف]
ومنه، وقد رأى قول أبي بكر بن مجاهد: مَنْ قرأ بقراءة أبي عمرو،