للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وتفقَّه للشافعي، واتَّجر بالبَرِّ، وروى شعر ابن المعتز، فقد استكمل الظَّرْفَ.

فقال ما نصه: وروى الحُميديُّ عن أبي محمد بن حزم الحافظ أنه قال: مَنْ تَمَذْهَبَ للشافعي، وقرأ لأبي عمرو، وتخَتَّم بالعقيق، وروى قصيدة ابن زُريق، فقدِ استكملَ الظَّرْفَ.

قال: فاشتركا في ذكر القراءة والمذهب. وَلَا افْتِرَاق بين التِّجارة بالبَزِّ والتَخَتُّم بالعقيق، بل يمكنُ الجمعُ بينهما. وأمَّا الشِّعر، فالأولى ما قاله ابنُ مجاهد، وقصيدةُ ابن زُريق عندي، وأين هي مِنْ نَفَسِ ابنِ المعتز.

قلت: وكان بعض الفُضلاء يقول: لو رأى ابنُ حزم قصيدَةَ ابن زيدون النُّونية، يعني التي أودعتها في مصنفي "ارتياح الأكباد" وأولها:

أضْحى التَّنائي بديلًا مِنْ تدانينا ... وناب عَنْ طيبِ لُقيانَا تَجافينا

لعدل عَنْ قصيدة ابن زريق إليها، لكنه -يقال-: إنه ما حفظها أحدٌ إلا وفُجِعَ ببعضِ أحبابه.

وابنُ زُريق: هو أبو الحسن علي البغدادي الكاتب، وروينا قصيدته المشار إليها عن أبي هريرة القِبَابي (١)، عن أبي عبد اللَّه بن الخباز، أخبرنا الفخر أبو الحسن بن البخاري، وأبو العباس أحمد بن شيبان، وأم أحمد زينب ابنة مكي، أظنُّه إذنًا، كلُّهم عن أبي حفص بن طَبرْزَد سماعًا، أخبرنا أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن نبهان الغنوي، أنشدنا أبو عبد اللَّه محمد بن نصر الحُميدي، أنشدنا أبو غالب محمد بن أحمد بن سهل النَّحوي الواسطي -[عُرف بابن بِشران- بواسط، أنشدني] (٢) الأمير أبو الهيجاء محمد بن عمران بن شاهين، أنشدني الأديب أبو الحسن لنفسه فذكرها، وأولها:


(١) في (أ): "القباني" بالنون، وهو تصحيف. وأبو هريرة هذا هو عبد الرحمن بن عمر بن عبد الرحمن الحموي الأصل ثم المقدسي، والقبابي نسبة لقباب حماة.
(٢) ما بين حاصرتين ساقط من (أ).