للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ولمَّا رجع مِنْ حجة الإسلام إلى بلده في سنة إحدى وثمانمائة، جدَّ في استكمال ما بَقِيَ عليه مِنْ مسموع القاهرة ومصر. وفي شيوخه ومسموعه بهما كثرة.

وممَّن أخذ عنه بمصر: النجم محمد بن علي بن محمد بن عقيل البالسي الماضي، والفخر أبو اليمن محمد بن محمد بن محمد بن أسعد القاياتي، والنجم عبد الرحيم بن رزين السابق، والمحب محمد بن يحيى بن عبد اللَّه بن الوحْدِيّة. وعثمان بن محمد بن وجيه الشِّيشيني (١) وأحمد بن الحسن البَيْدقِي أمين الحكم بمصر، وأبو عبد اللَّه محمد بن أحمد بن خواجا الحموي الأصل.

وبالقاهرة: أبو إسحاق التنوخي، وأبو الفرج بن الشيخة، وعبد الواحد الصُّرَدي الماضي ذكرهم، وإبراهيم بن داود الآمدي وأبو المعالي الحلاوي، وأبو العباس السويداوي، وأبو العباس الجوهري، والجمال عبد اللَّه بن محمد الرَّشيدي والصَّدر محمد بن إبراهيم المناوي، والمجد إسماعيل بن إبراهيم الحنفي، وخلق.

وسأسرد أسماء شيوخه بالسماع والإجازة بعد، إن شاء اللَّه تعالى.

وسمع بالجيزة (٢) على الصلاح أبي علي الزفتاوي الماضي. ومنها توجه إلى الأهرام التي حارت الأفكارُ في شأنها، وتكلَّم الناسُ فيها نظمًا ونثرًا، كما كتبت بعض ذلك في "المجموع السابع والتسعين". فصعد أعلاه، ودخل المكان الذي بأسفله، وفي الوصول إليه خطرٌ، لكونه لا يُتمكَّن في أول دخوله إلا بالمرور على بطنه كالحيات والهوام والحيتان، ولا يأمن حينئذٍ مِنْ حيةٍ وغيرها في مروره. وقد اقتديتُ به في ذلك وقرأت بأعلاه شيئًا مِنَ القرآن والحديث وكتبت عن البقاعي قصيدةً يقول فيها:


(١) كذا في الأصول الثلاثة و"إنباء الغمر" ٣/ ٣٥١، حيث قال المصنف في ضبطه: بمعجمتين بعد كلٍّ منهما تحتانية ساكنة، ثم نون قبل ياء النسب. وضبطه في "المجمع المؤسس" ٢/ ٢٤٩، بغير ذلك، فقال: بمعجمتين مكسورتين بينهما نونان ساكنتان.
(٢) في (ط): بالجزيرة، تحريف.