للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وممن لقيه بمنى: المراغي المذكور، فقرأ عليه بها أيضًا ثاني "الطهارة" للنسائي، وكذا أخذ عنه أيضًا، وعن العَلَم أبي (١) الربيع سليمان بن أحمد بن عبد العزيز الهلالي، والزين عبد الرحمن بن علي بن يوسف الزرْنَدي أخذ عنه "مسلسل التّمر" بالمدينة (٢)، قال صاحب الترجمة: ولم أضبط ذلك عنه. ومحمد بن معالي بن عمر بن عبد العزيز (بن سَنَد) (٣) الحراني الحنبلي، وآخرين بالمدينة الشريفة.

واجتمع به في سنة خمس عشرة هناك جماعةٌ مِنْ فضلاء مكة وأعيانها، فقرؤوا عليه، وحملوا عنه بعض تصانيفه وغيرها، وأذن لهم بالرواية عنه، وكذا أخذوا عنه في المرة التي بعدها "المسلسل بالأولية"، وبعضًا من ترجمة البخاري التي ذكرها في مقدمة "شرحه"، وقصيدته التي أولها:

ما دمت في سفن الهوى تجري بي

وذلك بمجلس عبد اللَّه بن عباس رضي اللَّه عنهما بالسبيل المنسوب الآن لجقمق، الملاصق لبئر زمزم مِنَ المسجد الحرام، وهو تُجاه الحجر الأسود. وحضر جمعٌ كثيرٌ مِنْ قضاة مكة وأعيانها وطلبتها، وأرشدهم حيئنذٍ إلى المسنِد الرُّحَلَة زين الذين عبد الرحمن بن محمد بن طولوبغا السيفي التّنكَزي، وكان قد حج أيضًا، فأخذوا عنه أشياء مِنْ مروياته. وكذا سُمِعَ هو عليه، وحدث في هذه المرة أيضًا في أيام التَّشريق بمنى "بجزء" من تصانيفه في الحج، و"بالأربعين المتباينة"، و"تخريج الأربعين النووية"، والكلام على "حديث القضاة"، كلها من تخريجه. وقرأ بخُليص مِنْ أرض الحجاز على الشمس محمد بن أحمد بن محمد القزويني، ثم المصري الصوفي، أحاديث عن مظفر الدين العسقلاني من "الترمذي" وغيره.


(١) في (أ): "بن"، تحريف، وأبو الربيع كنية سليمان.
(٢) "بالمدنية" لم ترد في (ب، ط، ح).
(٣) ساقطة من (أ).