للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

١٣ - إبراهيم بن علي بن محمد بن ظهيرة القرشي المكي الشَّافعي، العلامة قاضي مكة، برهان الدين. قدم القاهرة، فقرأ عليه نحو النصف الأول مِنْ "شرح النخبة" له. قال صاحبُ التَّرجمة ما نصُّه: قراءة بحث وإتقان، فأبان حال القراءة عن ديي في الفهم طولى، وأثار فوائد كما أطرب السامع فائدة منها، قالت له أختها: وللآخرة خير لك مِنْ الأول. ثم أذن له في إفادتها وإقرائها، مع إفادة ما أراد مِنْ تصانيفه.

وكذا قرأ عليه قطعة مِنْ ربع النكاح من "الحاوي الصغير". قال صاحبُ التَّرجمة أيضًا: بحثًا وإفادةً، وتحقيقًا وتدقيقًا، وتنقيبًا وتهذيبًا. وأذن له أن يقرئه ويقرره ويوضحه ويحرره، وأن يبسُط قلمه بالفتوى، وأن يدرس ما حصَّله مِنَ العلوم لطلابه، متمسكًا بالسَّبب الأقوى، معتمدًا في كلِّ ذلك على ما يتحققه مِنَ المنقول, ويحرره بالنظر مِنَ المعقول.

[وأول ما لقيه، صادف حضور البدر ابن قاضي شهبة عنده وهو يتكلم في بعض المسائل، فبحث القاضي معه بتؤدة ومتانة، ونبَّه على محل النقل في ذلك، فأحضر الكتاب المشار إليه، فوجد كما أشار، وصار صاحبُ التَّرجمة يكثر التعجب مِنْ حجازي نسيب بهذه المثابة مِنْ متانة العقل، ومزيد الرياضة في البحث، وكثرة الأدب والاستحضار، وعدم سُلوك مسالكهم في المصقول مِنَ الثياب (١) وما أشبه ذلك. والحكاية مبسوطة في محل آخر] (٢).

١٤ - إبراهيم بن عمر الرفاعي ابن إبراهيم العلوي. سمع عليه بعض "المائة العشارية" باليمن سنة ثمانمائة.


١٣ - الضوء اللامع ١/ ٨٩ - ٩٩.
(١) في (أ): "الثبات" تحريف، وفي "الضوء اللامع" ١/ ٩١؛ وعدم سلوك مسالكهم في صغير الثياب.
(٢) مِنْ قوله: "وأول ما لقيه" إلا هنا لم يرد في (ب، ط)، وورد في هامش (ح)، وهو موجود أيضًا في الضوء اللامع ١/ ٩١.
١٤ - الضوء اللامع ١/ ١٠٠.