للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

يقول أنا المملوء عِلْمًا وحِكْمَةً ... وإن جميعَ النَّاسِ غيري (١) جاهلُ

فإن كانَ ما في النَّاس غيرك عالمٌ ... فمَنْ ذا الذي يَقْضِي بأنَّك فاضِلُ

وروينا في "المجالسة" للدينوري: حدثنا محمَّد بن موسى القطَّان، حدثنا عبد اللَّه بن جعفر الرَّقِّي، قال: وشى واشٍ برجل إلى الإسكندر، فقال له: أتحبُّ أن نقبَلَ منك ما قُلتَ فيه، على أنا نقبلُ منه ما قال فيك؟ فقال: لا، فقال له: فكفَّ عَنِ الشَّرِّ، يكفُّ الشَّرُّ عنكَ.

وقال بعض الحكماء: ستَّةٌ لا تخطئهم الكآبة: فقير حديث عهد بغنى، ومُكْثر يخافُ التَّلف، وحسودٌ, وحقود. وطالب مرتبة فوق قدره. وخليطُ أهلِ الأدب وليس منهم.

وقال صاعد بن محمد الخطيب:

مَنْ شاء أن يأمَنَ مَحْذُورَ ما ... أظهره بالفِعْلِ أو قالهُ

فليتركِ الشرِّ يَعِشْ سالمًا ... فإن تركَ الشِّرِّ أوقى (٢) لهُ

وقال أبو علي الشِّبْل الشاعر:

لا يأمَنُ الشِّريرُ أن يُقضى له ... مِنْ غيبِ شرٍّ عليه مُعجَّلُ

فالصلُّ إن لم يُستضرَّ بسُمِّه ... فلأجْلِ كَوْنِ السُّمِّ فيه يُقْتَلُ

ولبعضهم:

وخيرُ خصالِ الخيرِ للمرءِ صالحٌ ... وإن لم يكن شيءٌ سوى العقل يُنجيهِ

وخير خصال المرء للمرء مُهلك ... إذا كانَ غيرُ العقل أغلبَ ما فيهِ

١٧ - إبراهيم بن عمر بن علي المحلِّي التاجر. سمع عليه "ترجمة البخاري"


(١) في (أ، ط): "عدني".
(٢) (أ، ط): "أولى".
١٧ - الضوء اللامع ١/ ١١٢ - ١١٣.